ترك برس
أعاد الانفجار الإرهابي الذي تعرّضت له أنقرة يوم السبت الماضي، إلى الأذهان الانفجار الذي وقع قبل 11عام في إسبانيا، واللافت للنظر التشابه الكبير بين التفجيرين من حيث المكان والزمان والأحداث السياسية التي كانت تمرّ بها البلدان، فكيف كانت تداعيات الانفجار في إسبانيا قبل 11 عام؟
أبرز الكاتب "طه داغلي" نقاط تشابه كبيرة بين الانفجارين الإسباني التركي، حتى ليظن القارئ أن الانفجار الذي وقع عام 2004 في إسبانيا أعاد نفسه بعد 11 عام ولكن هذه المرة في تركيا.
وقع الانفجار في 11 آذار/ مارس عام 2004، في العاصمة الإسبانية مدريد، إذ استيقظت الأخيرة على انفجارات متتالية أمام محطة القطارات، وذلك قبيل الانتخابات الحكومية ب3 أيام، وكانت إسبانيا حينها في مواجهة تنظيم "إيتا" المسلح والذي يعدّ مرادفًا لتنظيم "بي كي كي"، وكان تنظيم "القاعدة" بارزا حينها والذي يعدّ مرادفا لتنظيم "داعش" في يومنا الحالي.
كانت الحكومة الإسبانية وقتها تعاني من مشاكل وأزمة حقيقية مع تنظيم "إيتا"، الذي لم يكن حينها تاركا للسلاح، وكانت الحكومة معروفة بالحكومة المحافظة، وكان يرأسها " خوسيه ماريا أزنار، واستمر حكمه لثمانية أعوام، وكان من المتوقع أن يفوز بانتخابات 11 آذار، إلا أن الانفجار الذي أودى بحياة 191 شخصا، مخلفا ما يقارب 2000 جريح، غيّر مجرى التوقعات وأدى إلى خسارة الحزب الشعبي الحاكم بزعامة رئيس الوزراء الإسباني "خوسيه ماريا أزنار" غير المتوقع في الانتخابات وفوز الحزب الاشتراكي المعارض بزعامة خوسيه "رودريجيز زاباتيرو".
تبنّى تنظيم القاعدة حينها الانفجار الذي وقع وثبتت التهم عليه، وصرّح التنظيم حينها أن الانفجار جاء ردّا على مشاركة إسبانيا في الحرب على العراق، في الوقت الذي كانت الحكومة تصرّ على أن تنظيم "إيتا" لها يد بالموضوع.
فالحكومة المرؤوسة من قبل "أزنار" والتي استطاعت أن تحصد حسب ما جاءت في الاستطلاعات الأولية للانتخابات قبل الموعد الرسمي للتصويت 43 بالمئة من أصوات الناخبين، خرجت بعد الانتخابات بنسبة 36بالمئة من الأصوات، وعلى العكس خرج حزب الاشتراكي المعارض بنسبة 43 بالمئة من الأصوات، بعد أن كان حقق نسبة 36 بالمئة قبل التفجيرات التي حصلت.
وختم الكاتب مقالته بأن: "القاعدة" و"إيتا" و"داعش" و"بي كي كي" كلها تنظيمات إرهابية على اختلاف مشاربها، تعدّدت الأسماء والإرهاب واحد، ومن الممكن أن يكون تنظيم ما على تعاون مشترك مع تنظيم آخر، ولا أحد يستطيع أن يدّعي عكس ذلك، فأي دولة فيها تنظيم إرهابي ما، فهذا يعني ان هناك غايات وأغراض تخدم جهات مختلفة، وقوى مختلفة.
من هي إيتا
هي منظمة إسبانية مسلحة، تسعى منذ نهاية الخمسينات إلى الانفصال بإقليم الباسك عن إسبانيا وتأسيس دولة مستقلة اشتراكية، مارست نشاطات مسلحة عنيفة من قتل وتفجير، واختطاف من اجل تحقيق أهدفها. وأدت أنشطتها منذ أن تأسست وحتى الآن إلى قتل المئات، وجرح الالاف، كما أضرت بالاستقرار السياسي في إسبانيا على مدار سنوات.
ارتكزت عقيدة المنظمة على أربعة أسس: الدفاع عن اللغة المحلية، العرق الباسكي، معاداة ومقاومة الإسبانية، استقلال بلاد الباسك والتي تشمل مقاطعات: آلابا، بيتكايا، غيبوتكويا الإسبانية، لابوردي، نابارا السفلى، توبيروا، توبيروا الفرنسية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!