الأناضول
انطلقت في مدينة إسطنبول، اليوم الخميس، أعمال المؤتمر التأسيسي لرابطة "برلمانيون لأجل القدس"، بحضور نحو 130 برلمانيًا يمثلون قرابة 30 دولة، وتستمر فعاليات المؤتمر 3 أيام.
وقال حميد الأحمر، رئيس اللجنة التحضيرية، إن "المؤتمر يأتي ثمرة طيبة، للمؤتمر الأول الذي عقد بداية العام الجاري، برعاية المنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين، وبعد اجتماع تأسيسي كلفت لجنة تحضيرية لإعداد وإطلاق المؤتمر التأسيسي، حيث جمعت قاعدة البيانات وأسست للمؤتمر".
وأضاف الأحمر في كلمته بالجلسة الافتتاحية أنه "يسعى الاحتلال (الإسرائيلي) إلى تنفيذ مخططاته في القدس، وجعل تقسيم الأقصى مكانيًا وزمانيًا أمرًا واقعًا، فالجرح الفسطيني ينزف"، لافتًا أن الفلسطينيين مستهدفون بشكل ممنهج، وما يستوجب من البرلمانين التحرك وفضح انتهاكات حقوق الإنسان من قبل إسرائيل".
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، قُتل 32 فلسطينيًا، بينهم 7 أطفال وأم، في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، منذ بداية أكتوبر/تشرين الأول الجاري، في مواجهات مع قوات الأمن الإسرائيلية، اندلعت بسبب إصرار يهود متشددين على مواصلة اقتحام ساحات المسجد الأقصى، تحت حراسة قوات الجيش والشرطة الإسرائيلية.
وأمل حميد الأحمر، أن "يكون المؤتمر التأسيسي بداية فعلية لعمل برلماني فاعل ومؤثر، لما يمتلكون من آليات عمل، وأن البرلمانيين قادرون على ذلك، وأن تكون الرابطة مكان يمكن من خلالها الكيانات المختلفة، أن يقوموا بدورهم جميعا لهذه القضية".
من جانبه، ألقى الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني (48)، كلمة القدس عبر الهاتف لتعذر قدومه لتركيا، قال فيها "يسعدنا حضور أكثر من 130 برلمانيًا، من أكثر من 30 دولة عربية ومسلمة، للمؤتمر، ما يؤكد للقاصي والداني أن القدس والأقصى ليست قضية الفلسطيين فقط، بل قضية كل عربي وعربية، وكل إنسان حر في الدنيا".
وأشار أن "الاحتلال الاسرائيلي بدا واضحًا أنه ماكينة تحريض وعنف وكراهية، وهو منبع كل مظاهر الشر والعلو في القدس والأقصى وكل العالم، وهو يرتكب الموبقات ويحاول أن يجعلنا المتهمين فيما نحن الضحية، وهو ما على المجتمعين الانتباه إليه".
وشدد على أن يتخذ المجتمعون "إسطول الحرية مثالًا للاحتذاء به"، مقترحًا "تشكيل غرفة عمليات دائمة لمتابعة جادة دائمة بصبر جميل ومضحٍ للعمل سوية، لمواصلة نصرة القدس والأقصى، وتتوج قريبًا بلقاء في المسجد الأقصى".
من ناحيته قال سعود أبو محفوظ، في كلمة الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين، إن "الائتلاف العالمي فكرة بزغت في إسطنبول عام 2010، وبعد جولات تحقق الانعقاد التحضيري لها في 2011، وفي 4 سنوات تحققت اجتماعات كثيرة".
ولفت أن "القدس تستغيثكم وتمد يديها لكم قطرًا قطرًا، وشعار القدس بالروح بالدم نفديك يا أقصى يجب تفعيله، ويجب ألّا يكون وحيداً، وبيننا كل هذه الأخوة والأخوات".
كما تحدث رئيس المنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين، ناصر الصانع، مبينًا أنه "اليوم موضوع القدس مختلف، وحين تم الاتفاق لإطلاق الرابطة، لم نكن نتوقع تفاعل الأحداث في القدس كما يحدث اليوم، ولو كنا سنعمل مؤتمرًا طارئًا فلن نجد مثل هذه الفرصة لإطلاق الرابطة".
وأشار أن "وحشية الاحتلال زادت مع تنفيذ عمليات إعدام أمام الكاميرات دون حياء، وهو متغير جديد ووحشية، فيما العالم مشغول ولا يهتم، كما أظهرت الأحداث جرأة الشعب الفلسطيني وهذه المرة بشكل مختلف، النساء وكبار السن كلهم سلاح، يمشون أمام الاحتلال في تحد، وجوهر العمل الفلسطيني في القدس كان الشباب، والذين استشهدوا كلهم في العشرينات، وهو جيل اتفاق أوسلو (1993)".
وتابع القول "أطلقنا الرابطة، ولا نريد لها أن تكون شبيهة بكثير من الكيانات التي تحمل اسم القدس، الذي عمل وتحرك بعضها، ولا نريدها في مصاف هذه المؤسسات، وهي ولدت حية في رحم الأحداث، ونتمنى إضافة جديد لها، يجب أن ندرك من نحن، نحن برلمانوين نمثل الشعوب وهاجس الأمة، نريد عملًا سياسيًا مفعلًا، وعملًا مختلفًا يضاف على ما عمل سابقًا، وأن تأخذ عضوية في المنظمات البرلمانية الأقليمية والدولية".
من جانب آخر، ألقى عضو البرلمان التركي عن حزب العدالة والتنمية، نور الدين نباتي كلمة بلاده، أكد فيها أنه "عندما يقال القدس فإنه هم لكل الأمة، ويكون الحديث متى سيتم تحرير القدس، وتكون مدينة المسلمين، يرفرف علم فلسطين بها، لأن القدس يجتمع لها البرلمانيون، ونأمل أن هذا التجمع سيقدم لنا شيئًا عمليًا جيدًا".
وذكّر أن "علم فلسطين رُفع في الأمم المتحدة، وكانت خطوة هامة، ولن يرتاح بال حتى يرفرف العلم في القدس، لأن علم فلسطين هو علم تركيا، وقضية فلسطين قضيتها، وكما قال الله تعالى، إن المؤمنين أخوة".
وشدد على أن "فلسطين ستتحرر يومًا، ونحن لا نقطع أملنا من ذلك، ويجب أن نعمل المزيد من هذا الاجتماع لغيره، ولكن المنطقة تنزف دمًا، في سوريا واليمن ومصر وليبيا، وفي كل مكان يتعرض المسلمون للظلم، والأسوأ من ذلك قتل المسلمين لبعضهم البعض، فكيف سيحاربون لأجل فلسطين".
كما قال عضو البرلمان التركي عن حزب الحركة القومية، أكمل الدين إحسان أوغلو، رئيس منظمة التعاون الإسلامي السابق، إن "الشعب التركي مهما كانت انتماءاته يقف صفًا واحدًا في دعم القضية الفلسطينية والقدس، والأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان، وغيرها من خارجه لها مواقف متشابهة، ولذلك يأتي الحديث من القلب إلى القلب، وتعبيرًا عن تضامن 78 مليون تركي مع إخوانهم الفلسطينيين في أي مكان".
وطالب بالتركيز على "الدعم المالي للقدس، وعندما يقوم السياح بزيارة القدس فإن ذلك سينعكس على أهالي المدينة، والزيارات لها دور مادي ومعنوي وسياسي، فضلًا عن تأمين دعم دولي إسلامي لرفع الوضع عن القدس، في مجال التعليم والصحة والإسكان، وأهل القدس يعانون من عدم وجود بيوت يعيشون بها".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!