علي بايرام أوغلو - صحيفة يني شفق - ترجمة وتحرير ترك برس
تحدث لنا مسؤول رفيع المستوى قبل عدة أيام، عن سياسة تركيا الخارجية، وكان الموضوع الأساسي لحديثه عن سوريا، وعند الحديث عن الموضوع السوري، لا بد أيضا من الحديث عن حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي والعلاقات مع إيران وإسرائيل وروسيا وأمريكا، وغيرها من المواضيع الأخرى التي تؤثر في الشأن السوري.
أكد المسؤول على مشكلتين تطفو على السطح عندما نتحدث عن سوريا، وهما الإرهاب والهجرة، ولهذا تركيا تسعى إلى تحقيق ثلاثة أهداف، أولها القضاء على داعش المتواجدين بقرب الحدود، وثانيها، منع حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي من تشكيل عنصر خطر على تركيا، وثالث هذه الأهداف، يتمثل بتحقيق الظروف الملائمة لمنع تدفق اللاجئين. ويأتي بعد هذه الأهداف هدف عام، وهو الحفاظ على وحدة سوريا، وثقافتها وحضارتها.
والأسئلة المطروحة بعد ذلك تتمثل فيما يلي: هل هناك استراتيجية واضحة لتركيا لمرحلة سوريا بدون الأسد؟ كيف ستواجه تركيا داعش؟ ما هي نظرة تركيا تجاه حزب الاتحاد الديمقراطي بعد التطورات الأخيرة؟ هل هناك حملات جديدة لتركيا بعد دخول عناصر فاعلة على المشهد؟
لنتحدث عن داعش أولا..
يرى المسؤول بأنّ داعش تمثل مشروعا إيرانيا ناجحا، يسعون من خلاله إلى إقناع العالم بوجود منظمة إرهابية أخطر من نظام الأسد ومن الجيش السوري الحُر، وهذا الأمر ساهم في إعطاء الأسد وقتا إضافيا، لأنّ إيران ترى بالأسد عنصرا هاما لا يمكن الاستغناء عنه في المنطقة، وفعلا حققت إيران ونظام الأسد مبتغاها من تأسيس داعش، وذلك لأنّ الأخير سيطر على مناطق عديدة من الجيش السوري الحُر، بعد تلقيه غطاء ودعم جوي من الأسد.
الحديث عن تدخل روسيا في سوريا..
تتمثل "القراءة الرسمية" لتدخل روسيا في سوريا، بأنّ الأسد –وبرغم ما قامت به داعش- يعاني من صعوبة بالغة في التحكّم بالمناطق التي يسيطر عليها، والتي تشكل 14% من مساحة سوريا، وتصريح الأسد الواضح بهذا الشأن في شهر تموز/ يوليو الماضي، جعل إيران في حالة قلق، ودفع روسيا للتدخل عسكريا. والتدخل الروسي لم يقلب الموازين في سوريا، لكنه زاد من الأخطار والتغييرات المترتبة عليه، والتي يأتي على رأسها زيادة خطر تدفق ملايين اللاجئين من حلب.
ولنؤكد هنا على أمور هامة ذكرها المسؤول: ازداد وجود الأطراف الفاعلة في سوريا مع ازدياد شدة الحرب، وهذه الأطراف كانت دولا خارجية وأيضا عناصر من غير الدول، وكان لهذه العناصر ارتباطات مع قوى عالمية، وأصبح الحديث عن دور المحاربين الأجانب، وأصبح الوسط ملائما لمن يحب المغامرة، كما أنّ بعض الحملات قادت إلى تحويل الحرب إلى حرب مذهبية وطائفية مقيتة، حيث يتواجد داعش والنصرة في طرف، والطرف الآخر يشغله حزب الله، وهناك مجموعات مسلحة من أفغانستان أيضا.
وملخص المرحلة التي وصلت إليها سوريا، جعلت من المستحيل أن ينهي طرفٌ ما لوحده الحرب هناك، ولن يستطيع أي طرف تحقيق أهدافه لوحده، لا تركيا، ولا روسيا، ولا حتى الولايات المتحدة الأمريكية، ولهذا هم بحاجة إلى التعاون مع من تجمعهم معهم مصالح مشتركة، هكذا هو المشهد الآن.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس