ترك برس
لم يعد هدف حزب الاتحاد الديمقراطي في تأسيس دولة كردية مستقلة في شمال سوريا بحاجة للمناقشة أو التأكيد بعد تأكيد زعيمه صالح مسلم ذلك في أكثر من لقاء صحفي، وبعد إعلان الولايات المُتحدة دعمها للاتحاد الديمقراطي واصفة إياه بأنه القوة الأكثر فعالية في مقارعة داعش ومحاربتها في سوريا، وبعد اتصالات روسيا السرية مع قيادات الحزب بشكل مباشر أو من خلال النظام الأسدي، وتأكيد الطرفين على أهمية حزب الاتحاد الديمقراطي في محاربة داعش والإرهاب في المنطقة وعلى أهمية استقلاله.
يتناول الباحث السياسي حسن كاهرامان في مقال تقييمي الموضوع تحت عنوان "يجب الوصول إلى حل مناسب" نُشر بتاريخ 22 تشرين الأول/ أكتوبر 2015 في جريدة صباح التركية، ويُعرب كاهرامان في بداية مقاله عن انزعاجه الشديد من التطورات الجارية في المنطقة والتي تُؤثر على تركيا بشكل سلبي ومباشر ويشير كهرامان إلى أن "هناك تطورات كثيرة على الساحة السورية في الفترة الأخيرة، هذه التطورات تحتاج من تركيا المزيد من الحزم والتغييرات التكتيكية السريعة في خططها المُتعلقة بالقضية السورية".
ويسرد كاهرامان هذه التطورات بالشكل التالي: روسيا أعلنت التدخل العسكري قبل أسابيع قليلة وبعد ذلك قام بوتين بدعوة الأسد إلى الكرملين وقال بوتين خلال لقائه مع الأسد "دعوناكم في هذه المرحلة المأساوية ولكن أنتم على الرغم من ذلك لبيتم الدعوة وأتيتم، نشكركم جزيل الشكر لحضوركم لروسيا"، ونرى من خلال خطط بوتين في المنطقة بأنه اختار حزب الاتحاد الديمقراطي كحليف أساسي تابع له في الجبهة الشمالية، اختيار روسيا لحزب الاتحاد الديمقراطي أكدت عليه الاستخبارات التركية من خلال المعلومات الاستخباراتية التي حصلت عليها من الميدان بما يخص وصول بعض الدعم الروسي إلى الحزب في الشمال، ويُمكن استيعاب هذا التحالف على صعيد سياسي من خلال التحالف السياسي العسكري الجامع بين نظام الأسد وحزب الاتحاد الديمقراطي".
وتعقيبًا على التحالف الجامع لحزب الاتحاد الديمقراطي مع روسيا أكدت الرئاسة التركية البارحة، 22 تشرين الأول/ أكتوبر 2015، بعد اتصال هاتفي تلاقه أردوغان من بوتين إبان زيارة الأسد لروسيا، بأن رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان بين لبوتين بأن التحالف الروسي مع حزب الاتحاد الديمقراطي أمر لا يمكن قبوله ويؤثر سلبيًا على العلاقات التركية الروسية، وكما أكدت الرئاسة التركية بأن "نفس التحذير تم نقله إلى الجهات المسؤولة في وزارة الخارجية الأمريكية لنؤكد على حساسية تركيا تجاه هذه التحالفات التي تضر بالمستقبل الاستراتيجي لتركيا ولعلاقتها مع الطرفين الروسي والأمريكي".
وتفيد الكاتبة السياسية لدى صحيفة ييني شفق خديجة كاراهان، في مقال سياسي لها بعنوان "خريطة طريق الخطط التركية" نُشرت بتاريخ 23 أكتوبر 2015"، بأنه "في حين تشهد تركيا تدهور سلبي في علاقاتها مع روسيا والولايات المُتحدة الأمريكية تشهد أيضًا بعض التدهور في استقرارها الداخلي بعد إعلان رئيسة حزب الشعوب الديمقراطي الكردي المُشاركة فيدان يوكسك داغ بأنهم يستندون إلى حزب الاتحاد الديمقراطي في تحركهم السياسي المستقبلي الأمر الذي أنذر بالخطورة التي تحيط بتركيا جراء الصعود الكردي في شمال سوريا الذي أثر بدوره سلبًا على الأمن والاستقرار الداخليين لتركيا".
وترى كاراهان أن "الجبهة السورية أصبحت مُعقدة جدًا بعد التدخل الروسي وزاد تعقيدها بالنسبة لتركيا بشكل خاص بعد الاتفاق العسكري بين حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي وجناحه العسكري وحدات الحماية الشعبية وهذا ما يستدعي حلولًا تكتيكية سريعة من قبل تركيا لهذه الاتفاقات والتحالفات".
وتقترح كاراهان حل المشكلة الكردية في تركيا من خلال سياسة الترهيب والترغيب ولكن بالاعتماد الأكبر على سياسة الترغيب المُمثلة بالطرق السلمية والديمقراطية، ويجب استخدام حزب الشعوب الديمقراطي كقاعدة سياسية للأكراد وإجراء جميع المفاوضات الخاصة بالمشكلة الكردية معه وهذا ما سيجعل المجتمع الكردي يقتنع بنجاعة الحل السياسي وسيدير ظهره عن حزب العمال الكردستاني الذي سيخسر الدعم المجتمعي وسيبقى بقيادته خارج تركيا دون قوة تأثيرية فاعلة.
وتشير كاراهان إلى أن "على الحكومة التركية أن تتمتع بالصرامة في مفاوضاتها مع حزب الشعوب الديمقرطي حتى تكون العملية أكثر حزمًا وأكثر نجاحًا حيث يمكن أن تتعرض عملية السلام إلى خروق من قبل حزب العمال الكردستاني فيمكن للحكومة التركية جعل تمييز بين الشعوب الديمقراطي والعمال الكردستاني وإعطاء بعض المكتسبات الملموسة للشعوب الديمقراطي لاقناع المجتمع الكردي بتفوق الحل السياسي على الحل العسكري".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!