جلال سلمي - خاص ترك برس
بدأت عملية إجراء الانتخابات البرلمانية، في تركيا، أول البارحة، 1 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، في تمام الساعة الثامنة وانتهت الساعة الرابعة في مدن تركيا الشرقية والجنوب شرقة والساعة الخامسة في جميع أرجاء تركيا، وتقريبًا في تمام الساعة الثامنة انتهت عملية فرز الأصوات ليتم إعلان حزب العدالة الفائز الأول في هذه الانتخابات يعقبه حزب الشعب الجمهوري فحزب الحركة القومية وأخيرا ً حزب الشعوب الديمقراطي.
وبعد انتهاء عملية الانتخابات بدأ الكثير يربط فوز حزب العدالة والتنمية بفوز الديمقراطية والحرية والاستقرار في تركيا، واستند من ربط هذا بذاك إلى حجم التقدم السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والحقوق الذي حققه حزب العدالة والتنمية منذ توليه لمقاليد الحكم، في تركيا، وحتى يومنا هذا.
وترى الباحثة السياسية نهال بنغيسو، في مقال سياسي لها بعنوان "الفائز هنا موازنة الأمن والحرية" نُشر بتاريخ 2 نوفمبر 2015 في جريدة خبر ترك، بأن "الفائز الفعلي في الانتخابات التي جرت بالأمس هو؛ موازنة الأمن والحرية التي عمل حزب العدالة والتنمية على ترسيخها خلال فترة حكمه فأصبحت موازنة مُتصلة به ومن هذا المنطلق أستطيع أن أقول بأن الأمن والحرية هما العنصران الفائزان في الانتخابات الأخيرة".
وتُضيف بنغيسو بأن "من ادعى أن عملية المصالحة الداخلية هي خيانة نراه اليوم خسر الكثير لأنه عمل على استثمار هذه العملية الهادفة إلى نشر الاستقرار والحرية بطريق باطلة وغير أخلاقية إطلاقًا، طبعًا الذي حاول استثمار هذه العملية هو حزب الحركة القومية وزعيمه دولت باهجلي الذان حصلا فقط على نسبة 11,9%".
وتشير بنغيشو إلى أن "هؤلاء الذين يظنون بأن مكافحة الإرهاب هي ممارسة الفاشية ومنع المواطن الكردي من التعريف بنفسه على أنه كردي خسروا خسارة شنيعة ومؤلمة لأن شعبنا أكد لهم بأن الفاشية القومية لا مكان لها في تركيا لأن تركيا الدولة الحاضنة للجميع بدون استثناء، كما خسر لمن يتهم تركيا بدعمها لداعش زورًا وبهتانًا فقط لأنهم يعدون أردوغان وداود أوغلو وحزبهما وفكره، خسر م من شكى وطنه ودولته للدول العظمى وتربص سقوط دولته واستقرارها وأمنها".
وتوضح بنغيسو بأن "الذي شكى دولته واتهمها بدعم داعش وأدعى بأنه يرتكز في سياسته على حزب الاتحاد الديمقراطي "بي يي دي" الكردي المُهدد لأمن تركيا واستقرارها هو حزب الشعوب الديمقراطي طبعًا، واليوم نراه قد خسر وانتهى به المآل إلى 10,07 بالمائة بمعنى تخطى الحاجز الانتخابي بصعوبة لا يمكن وصفها".
ويُعقب أيضًا الباحث السياسي صالح طونا في مقال سياسي له بعنوان "السر الكبير الذي يقف وراء فوز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات الأخيرة" نُشر بتاريخ 2 نوفمبر 2015 في جريدة يني شفق التركية، ويعرب طونا "عن سعادته الشديدة بنجاح العملية الديمقراطية في تركيا دون أي عواقب أو عراقيل"، ويضيف أن "من راهن على سقوط استقرار وأمن تركيا خسر اليوم وتلقى ضربة موجعة جدًا لا يمكن وصف حدة شدتها، الشعب التركي أثبت حجم وعييه وتمسكه الشديد بوطنه وبعمليته الديمقراطية الفريدة في منطقة الشرق الأوسط، والفائز اليوم هو حزب العدالة والتنمية الذي استطاع اقناع الناخب وبأقل من 5 شهور عن مدى أهميته وأهمية فكره الحاضن لجميع فئات الشعب وخطط التقدمية والتنموية ورصانته القوية في حماية تركيا آخر قلاع الديمقراطية الحرة في منطقة الشرق الأوسط".
ويردف طونا أيضًا أن "الفائز الحقيق اليوم هو من احتضن شعبه فاحضتنه شعبه، الفائز الحقيقي اليوم هو من عمل جاهدًا على خدمة شعبه ووطنه فشعر مواطن شعبه ووطنه بأنه يستحق الفوز، الفائز اليوم هو محور الأمن والاستقرار والتقدم في تركيا، الفائز اليوم هو حزب العدالة والتنمية".
وفي نهاية مقاله يؤكد طونا على أن "المهم ليس فوز حزب العدالة والتنمية وقيادته بالتحديد بل المهم هو فوز جميع من يحتذي حذو حزب العدالة والتنمية ويسعى لخدمة شعبه وقومه ووطنه على هذا الأساس المُخلص القويم، في الدول الديمقراطية الإرادة الشعبية هي معيار بقاء أي حزب في الحكم، ولبقاء هذه الأحزاب في الحكم لا بد لها من تقديم الأفضل للجمهور لكي تقنعه بنجاعة بقاؤه على رأس الحكم؛ هذه من ناحية سياسية، أما من ناحية وجدانية فعلى الجميع تحكيم ضميره نحو خدمة شعبه ووطنه وقومه أينما كان ومهما كان موقعه أو جنسيته".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!