جلال سلمي - خاص ترك برس
تناولت وسائل الإعلام العالمية انتخابات تركيا البرلمانية الأخيرة بدقة واهتمام عاليين نتيجة لتأثير هذه الانتخابات على سير العمليات والقرارات السياسية في منطقة الشرق الأوسط والقارة الأوروبية التي تعاني حاليًا من أزمة العصر "أزمة اللاجئين"، وعلقت وسائل الإعلام العالمية بشكل مكثف على هذه الانتخابات وما يمكن أن يعقبها من احتمالات.
ويمكن ذكر تعليقات بعض وسائل الإعلام العالمية على هذه الانتخابات وتوقعات مآلاتها في المرحلة الحالية والتي تنقلها جريدة أقشام التركية بالشكل التالي؛
الجزيرة: "الفائز في تركيا هو الوحدة والاستقرار، ستشهد تركيا تحركات أكثر نشاطًا في المرحلة المُقبلة".
ذي إندبندنت البريطانية: "حاز حزب العدالة والتنمية على فوز ساحق في الانتخابات الأخيرة، وبسبب هذا الفوز الذي يُمثل السلطة والشرعية المُقدمة من قبل الشعب له ستكون نشاطات تركيا أكبر وأوسع في سوريا، ويمكن أن يُتوقع بأن تلعب تركيا دورا ً عسكريا ً مباشرا ً أو غير مباشرا ً أكبر في سوريا".
سي بي سي"كندا": "استطاع حزب العدالة والتنمية استعادة أصواته التي خسرها في 7 يونيو 2015، بعد هذه الانتخابات سياسة حزب العدالة والتنمية ستكون أكثر فعالية وسيكون هناك العديد من الخطوات المقطعوعة بشكل جذري تجاه القضايا العالقة في منقطة الشرق الأوسط".
يُضاف إلى هذه التعليقات الكثير من التعليقات التي تبين بأن الصفة العامة للسياسة التركية في الفترة القادمة ستتسم بالفعالية والتنوع في عدة مجالات، ويُعقب على الموضوع الخبير السياسي والبيوقراطي في وزارة الخارجية التركية أفق أولوطاش من خلال مقال سياسي بعنوان "مابعد 1 نوفمبر" نُشر في جريدة أقشام بتاريخ 2 نوفبر 2015، ويرى أولوطاش بأنه "مع انتخابات 1 نوفمبر السياسة التركية عادت إلى مجاريها الطبيعية وخسرت القوى العالمية الإمبريالية وفاز العالم الإسلامي أجمع".
كما يُضيف ألوطاش بأن "حزب العدالة والتنمية كان الأنجح في الحملات الانتخابية التي تمت ماقبل 1 نوفمبر، خاصة الجانب الذي استهدف فئة الشباب اقتصاديا ً واجتماعيا ً كان له تأثير ملحوظ على تغيير الأصوات الانتخابية الخاصة به، كما أن سيناريو عدم إمكانية تأسيس حكومة ائتلافية أيضا ً كان له التأثير البارز على تحويل اتجاه بوصلة الأصوات الانتخابية للعديد من الناخبين".
يشير أولوطاش إلى أنه وحسب إطلاعه "حزب العدالة والتنمية سيشهد تغير جذري في سياسته الداخلية حيث سيتم تعيين نخبة شبابية قوية تعمل على إدارة وتنسيق أعمال الحزب الميدانية وبعض أعماله السياسية، إما من ناحية السياسة الخارجية للحزب فستتأثر بشكل تلقائي بكادرها الشبابي وحماسه ونشاطه".
حسب أولوطاش؛ سيكون هناك العديد من السياسات التكتيكية الخاصة بسوريا في المرحلة المقبلة، كما سيكون هناك العديد من الخطط القوية التي سيتم مناقشتها مع الاتحاد الأوروبي وألمانيا بشكل خاص من أجل العمل على استيعاب اللاجئين وإيجاد حل جذري لمشكلتهم ومعانتهم، كما ستسعى حكومة حزب العدالة والتنمية إلى العمل بشكل موسع لاستخدام القوة العسكرية في ضرب البؤر الإرهابية التابعة لحزبي العمال الكردستاني والاتحاد الديمقراطي الكرديين الذين تصفهما تركيا بالأحزاب الإرهابية لاستخدامهما السلاح بطريقة غير شرعية في ضرب المصالح التركية الداخلية والخارجية.
وفي نهاية المقال يوضح أولوطاش بأنه "بعد التقائه بعدد من القادة السياسيين في حزب العدالة والتنمية، حصل منهم على معلومات تفيد بأن تركيا ستكون أكثرجدية وحزم في الدفاع عن مصالحها الجيوسياسية والاستراتيجية في المنطقة ولن تتوانى في اتخاذ أي قرار أو قطع أي خطوة من أجل تحقيق ذلك، سيكون هناك اتصالات مباشرة ومكثفة مع جميع الجهات المعنية في المنطقة من أجل التوصل إلى حل وسط يُهني الأزمة في المنطقة".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!