مراد يتكين - صحيفة راديكال - ترجمة وتحرير ترك برس
لا شك أنّ زيارة رئيس الأركان "هولوسي أكار" إلى قاعدة إنجيرليك في الأيام الماضية، وزيارته التفتيشية لقواعد الطيران الأخرى في ديار بكر، تحمل أهمية ودلائل هامة، حيث تدل على حجم التحضيرات، وبدء تنفيذ توصيات أردوغان وداود أوغلو، بأنْ تستمر العمليات على الجبهتين السورية والعراقية بدون انقطاع حتى في فصل الشتاء، وترتكز العمليات في سوريا ضد داعش، بينما ترتكز في العراق ضد حزب العمال الكردستاني (بي كي كي).
تواجه أنقرة تنظيم داعش من خلال مشاركتها في التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وأثناء زيارة "أكار" إلى قاعدة انجيرليك الجوية، ازداد عدد الطائرات الأمريكية التي وصلت إلى القاعدة، وذلك تزامنا مع زيادة الحراك الروسي على الأراضي السورية.
وقد نجحت تركيا من خلال اتباع سياسة فعالة في الشأن السوري منذ شهر نيسان الماضي، نجحت في أنْ تكون صاحبة كلمة ومكانة لا يمكن الاستغناء عنها لأي جهة تريد إيجاد حل في سوريا، وفعلا كانت تركيا من ضمن 4 دول اجتمعت لمحاولة التوصل لصيغة تنهي الأزمة السورية، حيث تكونت هذه المجموعة الرباعية من أمريكا وروسيا والسعودية وتركيا.
وفي نفس الوقت تستمر العمليات التركية ضد حزب العمال الكردستاني، وبدأ الحراك العسكري التركي ضد الحزب يأخذ طابعا جديا وفعالا أكثر، ويهدف هذا الحراك إلى ضرب كل الهيكلية اللوجستية لحزب العمال الكردستاني، وخصوصا فيما يتعلق بمتطلبات الشتاء، من ملاجئ وسلاح ووقود، وحتى مخازن الغذاء.
انزعجت تركيا من تزويد الولايات المتحدة الأمريكية لحزب الاتحاد الديمقراطي بالسلاح، وأعربت عن قلقها بأنّ هذه الأسلحة من الممكن أنْ تنتقل إلى حزب العمال الكردستاني لتقويته ليتجاوز آثار الضرر الذي حل به نتيجة العمليات العسكرية التركية، وعندما أعلن داود أوغلو عزم بلاده قصف حزب الاتحاد الديمقراطي في حال توجهت هذه الأسلحة ضد تركيا، ردت أمريكا بأنه لن يتم تزويد الحزب بالمزيد من السلاح بعد الآن، وهذا أراح تركيا قليلا.
من المتوقع أنْ تشهد الجبهتان تطورات هامة، لكن هناك عمليات تقودها أنقرة على جبهة ثالثة، فاردوغان وداود أوغلو لا يرون أنّ هناك أي اختلاف بين خطر داعش وحزب العمال الكردستاني من جهة، وخطر جماعة فتح الله غولن من جهة أخرى، ولهذا ستستمر الدولة التركية بمكافحة "التنظيم الموازي".
هناك العديد من الإشارات التي تدل على أنّ الحكومة التركية ستقود عمليات مكثفة خلال الأيام القادمة من أجل التخلص من تسرب "التنظيم الموازي" في أجهزة الدولة المختلفة، الإعلام والشرطة والأمور الإدارية والتعليم والقضاء وغيرها، وعلى ما يبدو فإنّ الحكومة التركية عازمة وحازمة في هذا الأمر، حيث تابعنا إجراء تحقيقات مع كل شخص يُعتقد بأنه مقرب من جماعة غولن، سواء أكان شرطيا أو عسكريا أو رجل قضاء، أو حتى من رجال الأعمال وأصحاب الأموال، وأعتقد أنّ التطورات التي سنعيشها خلال الأيام القادمة ستبقى حديث الإعلام التركي لأشهر عدة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس