مراد يتكن - صحيفة حُرييت - ترجمة وتحرير ترك برس
حصلت لقاءات كثيرة بين الحليفين التركي والأمريكي في إطار جهود محاربة ومكافحة تنظيم داعش، وكان آخرها ما حصل في 17 شباط/ فبراير بين رئيس الأركان التركي خلوصي أكار ونظيره الأمريكي جوزيف دانفورد، حيث تم تحديد هذا اللقاء في اجتماع الناتو ببروكسل في 15 من الشهر الجاري الذي حضره وزير الدفاع التركي فكري إشيك ونظيره الأمريكي جيمس ماتيس، كما سبق هذه المحادثات اتصال رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان والرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب في 8 من هذا الشهر، وسيجري لقاء آخر في الاجتماع السنوي لمؤتمر الأمن بميونخ بين رئيس الوزراء بن علي يلدرم ونائب الرئيس الأمريكي مايك بينس.
لكن ورغم تجدد كل هذه اللقاءات لا زالت أمريكا بعيدة كل البعد عما تريده أنقرة، فواشنطن لم تقتنع حتى هذه اللحظة بأن حزب العمال الكردستاني بتركيا هو نفسه حزب الاتحاد الديمقراطي بسوريا، وأنه لا يصح وبأي حال من الأحوال تسليم الأراضي التي يتم تخليصها من داعش لقوات سوريا الديمقراطية الإرهابية.
مع قدوم ترامب إلى الرئاسة الأمريكية أصبح مشروع التخلص من داعش هو الأولوية الأولى بغض النظر عن الطرق والأساليب والأطراف المشاركة بذلك، ففترة الثلاثين يومًا التي قدمها الرئيس ترامب للبنتاغون من أجل خطة التخلص من داعش ستنتهي في 28 من الشهر الجاري، وستشمل عناصر حيوية كثيرة منها تركيا كما اقترح من قبل رئيس الأركان ورئيس المخابرات العامة الأمريكي.
تكمن المشكلة هنا بأن تركيا ومنذ أحداث كوباني تُعتبر حليف أمريكا بالمعركة؛ لكن ورغم ذلك كانت أمريكا بقيادة إدارة أوباما تركز على الدور الكردي وحزب العمال الكردستاني السوري، ولم تغير القيادة العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط نظرتها من تركيا ومساعيها الحثيثة في استبدال حزب الاتحاد الديمقراطي بالفصائل السورية المعارضة، ورغم تغير بعض الأسماء في القيادة العسكرية الجديدة إلا أن شعور عدم الراحة من تركيا ما زال يملأ الأجواء.
مع نزول القوات التركية إلى ساحة المعركة السورية أصبحت مؤشرات التنسيق والتحالف العسكري لدى أمريكا تأخذ وتيرة متصاعدة، فإدارة ترامب الجديدة تبدو غير مهتمة بحزب الاتحاد الديمقراطي كما كانت إدارة أوباما من قبل، بل تنظر إلى المسالة بمنظور الأقدر والأفضل والأكثر عملية في طرد تنظيم داعش.
كما لا تغيب عن أذهان المخططين الأمريكان قاعدة إنجيرليك العسكرية التي تم إغلاقها من قبل في عام 1975. في نفس السياق نرى بأن واشنطن قد تُقدم على خطوات تكتيكية لتصفية الأجواء مع تركيا مثل دفع حزب الاتحاد الديمقراطي للانسحاب من منبج والعودة لما وراء نهر الفرات. في المقابل نرى الحكومة وهي تنظر بصورة إيجابية لمشروع كردي في شمال سوريا مشابه لإقليم شمال العراق.
قد نشهد في المستقبل القريب توصيات من أمريكا وروسيا من أجل إعادة فتح ملف محادثات السلام مع حزب العمال الكردستاني، لكن هذه المرة قد تكون مع فرعه السوري حزب الاتحاد الديمقراطي.
وقد يبدو هذا الكلام غريبا في هذه الأيام بسب المعاركة المشتعلة والشهداء الذين يسقطون كل يوم لكننا لا نستطيع نفي حصوله فيما بعد، وبالذات بعد مؤتمر الأكراد بموسكو في 15 من الشهر الجاري.
أما الخلاصة فهي أننا لا نستطيع الجزم بأمر محدد بسبب شُح المعلومات وسرعة التطورات الحاصلة في البعد الإقليمي والعالمي وما يتبع ذك من تغيرات في التوازنات التركية الداخلية والعالمية الخارجية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس