رابح بوكريش - خاص ترك برس
يُعد "رجب طيب أردوغان" رئيس تركيا الشخصية السياسية البارزة التي حققت نجاحات وإسهامات فارقة في تاريخ الجمهورية التركية ، وبالرغم من الحملة الشرسة التي استهدفته، والاتهامات باختلاس أموال وسرقة وفساد مالي، لأنه يحاول تخليص تركيا من نظام الوصاية، وأعلن عن ذلك مرارا وتكرارا ومع ذلك استطاع أن يفشل كل الدسائس لأنه كان يستمد قوته من الله أولا، ثم من الشعب، واستخدم من أجل ذلك كل ميزات شخصيته من السيطرة والشجاعة والثقة والأمان، وأراد تحقيق ثورة ديمقراطية في الدولة التركية.
ومما لا شك فيه أن نفوذ أردوغان سيكون أقوى وأعظم إذا استطاع في هذه المرحلة أن يفك شفرة الأكراد، وهي عملية دقيقة للغاية.
ولعل أردوغان نفسه يلعب في المستقبل القريب آخر ورقة بقيت له للوصول إلى حل مشرف لقضية الأكراد، ولكن إذا وقع انفجار من جانب الأكراد فأنه يقضي على آخر أمل في ذلك الحل.
من جهة أخرى هناك معضلة المشكلات السورية:
لقد ظل أردوغان ساكنا في البداية ولم يندفع لمحاربة داعش! إلا أنه قرر في الأخير أن يغير سياسة بلاده تجاه تنظيم "داعش"، مؤكدًا أن تركيا ستقف إلى جانب قوات التحالف في حربها على "داعش" وتتمسك بإسقاط الأسد. ومن الطبيعي أن تكون هناك تغريدات مرحبة مثل الداعية عوض القرني، إذ قال: "الإيرانيون والصهاينة والجامية وعلماني العرب المتصهينون والمستبدون وأدواتهم المستعبدة هم من شرق وضجر لفوز إسلاميي تركيا.. هذه ليلة كئيبة على بشار والسيسي وأمثالهم.. تهنئة لشعوب تركيا ثم لأمتنا الإسلامية كلها.. وبخاصة شعوب سوريا وفلسطين ومصر".
بينما يعتبرها البعض صفعة للعلمانيين العرب والأتراك. الواقع أن نجاح حزب أردوغان في الانتخابات يعود في حقيقة الأمر إلى خوف الشعب التركي من عودة الديكتاتورية العسكرية. فهم يخشون من عودة الفوضى العسكرية ، وهذا هو مغزى الانتخابات الأخيرة. وبصفة أدق: الشعب التركي اختار رجلا لا يمكن الاستغناء عنه بما كان له من الهيبة والسيطرة وبما كان يتمتع به من ثقة في الأوساط الشعبية وحتى في الأوساط بعض الشعوب العربية. والواقع أن تركيا في عهد أردوغان غيرت تماما سياستها الداخلية والخارجية، فهي تعير اهتماما بالغا لسوريا لا بوصفها جارة ولكن كجزء من العالم العربي الذي تتقلص أهميته السياسية والاستراتيجية بعد انهيار أسعار النفط.
ولذلك فهو سيسعى في السنوات القادمة إلى إيجاد نوافذ له من خلال الدول العربية المنهارة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس