رابح بوكريش - خاص ترك برس
مما لا شك فيه أن دخول القوات التركية محدودة العدد، إلى العراق يدخل في إطار التعاون مع التحالف الدولي ضد الارهاب، لكن حكومة بغداد المركزية، تريد توظيف واستغلال هذه القضية في سياق خلافاتها مع حكومة الإقليم. في هذا الصدد قال العبادي في تصريح مقتضب: إننا نخشى من أن تتحول المغامرة التركية في الموصل إلى مواجهة إقليمية، وندعو الحكومة التركية إلى عدم التدخل في الشأن العراقي.
من جهته قال الرئيس التركي في خطابه إن "دولا بعيدة بآلاف الكيلومترات تأتي إلى أفغانستان وغيرها من الدول بدعوى وجود تهديد ضدها، بينما يقال لتركيا التي لها حدود بطول 911 كم مع سوريا، و350 كم مع العراق، إنه لا يمكنها التدخل لمواجهة الخطر هناك".
إن الحرب القائمة اليوم في العراق هي أوسخ الحروب وأقذرها، إذ تجري فيها المجازر الجماعية الوحشية. هي حرب لا يمكن أن تكون فيها حماية لأي إنسان عراقي. إنها حرب ضد الشعب العراقي. ألا يوجد من بين القيادات العسكرية العراقية عسكري واحد يشعر بالخجل من المجاز اليومية التي تقع في العراق. الحقيقة الواضحة في هذا الشأن أن الشعب العراقي الشقيق لم يجد من يحميه من أفظع المجازر وأشدها شراسة، والشعب العراقي يعرف في حقيقة الأمر أن حكومته هي حكومة فاسدة تدافع عن مصالح بعض الاستبداديين المتعصبين أكثر مما تدافع عن مصالح العراق الحقيقية. إن العراق هذه التي يريدها الشعب العراقي لا هي عراق العبادي ولا المالكي إنها أكبر منهما.
الغريب والمدهش في حكومة العبادي هو التناقض الواضحة في تعاملها مع من يحتلون العراق فهي من جهة تسمح لأمريكا وروسيا وإيران باحتلال العراق ومن جهة أخرى تقول عن التدخل التركي إنه خرق سيادة العراق على أراضيها. إن الحرب التي تقوم بها المجموعة الأولى هي حرب ظالمة بينما ما تقوم به تركيا هو أمر عادي. وهنا ربما نسى العبادي الوحدة الروحية التي تجمع بين الشعبين العراقي والتركي. الشيء الوحيد الذي لم افهمه في هذه القضية هو ردود الفعل بعض الدول. واستعمال بعضهم لهجة عجيبة في الأعراب عن استيائهم من التدخل التركي في العراق. تصريحات رئيس الوزراء العراقي اتجاه الرئيس التركي فقدت مصداقيتها ولم يعد لمواقفها صدى لدى العام والخاص وينطبق عليها قول أحد الزعماء الأمريكان تستطيع أن تغالط قسما من الشعب كل الوقت، وتستطيع أن تغالط كل الشعب في بعض الوقت، ولكنك لا تستطيع أن تغالط الشعب كله في جميع الأوقات. ولم "يبقَ في الوادي إلا حجره" كما يقول المثال.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس