
ترك برس
أثارت إدانة الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، للوجود العسكري التركي بأحد معسكرات التدريب في العراق، ردود أفعال غاضبة لدى العالم العربي، واستنكر كتّاب ومحللون وإعلاميون بارزون، موقف الأمين العام وصمته حيال "احتلال إيران لبغداد ودمشق وصنعاء وبيروت .."، و"ارتكاب روسيا مجازر مروعة ضد الأبرياء في سوريا".
الكاتب والمحلل السياسي، ياسر الزعاترة، قال في تغريدة نشرها عبر حسابه الشخصي في موقع تويتر، إن "نبيل العربي يستنكر وجود القوة التركية شمال العراق، لكنه لم يستنكر دخول مئات آلاف الإيرانيين عنوة، وزير عند السيسي بمرتبة أمين عام الجامعة".
من جانبه، أشار الكاتب الصحفي أنور مالك، أن "نبيل العربي يستنكر ما سماه التدخل التركي في العراق ولم نسمع صوته حول احتلال إيران العسكري لكل من بغداد ودمشق وصنعاء وبيروت، أسكت أفضل لك"، مضيفًا "كلما تحدث الأمين العام لما يسمى جامعة الدول العربية تزيد قناعتي بضرورة حل هذا الكيان الذي لا يقدم شيئا للعرب وفقط يستنزف ثرواتهم بغير وجه حق".
بدوره قال رئيس تحرير صحيفة المصريون، جمال سلطان، في معرض تعليقه على رد الخارجية التركية لتصريحات الأمين العام للجامعة العربية بشأن الجنود الأتراك في العراق، "من يهن يسهل الهوان عليه".
أما الكاتب والصحفي السوري، أحمد أبازيد، قال معلقًا على الموقف، "يرى نبيل العربي جداً تدخل تركيا في العراق بعد ساعة ويدينه، بينما لم ير جيوش إيران وروسيا في سوريا منذ أعوام وآلاف الشهداء، لا قعر للانحطاط".
وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، أدان نشر قوات تركية في شمال العراق، واصفا العملية بأنها "تدخل سافر وغير مقبول"، وذلك على خلفية إرسال تركيا 150 جنديا مجهزين بأسلحة ثقيلة، ونحو 20 دبابة إلى منطقة بعشيقة في الموصل، يوم الجمعة الماضي، للمشاركة في تدريبات روتينية مع قوات التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، وتدريب قوات البيشمركة في هذا الإطار.
وفي سياق متصل، قال المتحدث باسم الخارجية التركية "طانجو بيلغيج"، في مؤتمر صحفي بمقر الوزارة، أمس الثلاثاء، إن تصريحات الأمين العام للجامعة العربية حول وجود الجنود الأتراك في العراق، "لا وزن ولا شرعية لها"، لافتًا أنها تعكس آراءه الشخصية، وصدرت دون أي استشارة داخل الجامعة العربية، مشيرًا إلى أن العربي أدلى سابقاً بتصريحات مماثلة ضد تركيا.
قال "نعمان قورتولموش" نائب رئيس الوزراء التركي والمتحدث الرسمي باسم الحكومة، معلقا على إرسال بلاده قوات إلى محافظة نينوى شمال العراق: "تركيا دولة تحترم وحدة الأراضي العراقية، لذا فإن وجود قوات لها في شمال العراق ليس عملا ضد الحكومة المركزية، بل من أجل دعمها والتضامن معها بشكل فعال، في حربها ضد تنظيم داعش"، مشيرًا أن "تركيا تعد عنصرا فعالا وجزءا من قوات التحالف الدولي لمحاربة داعش، في كل من سوريا والعراق".
وأوضح المتحدث باسم الحكومة، أن العنصر المهم الآخر هو "أن القوات التركية الموجودة في تلك المنطقة، مكلفة بتدريب قوات البيشمركة، والحشد الوطني من أجل استعادة الموصل، بدعوة من محافظ نينوى عقب تشكيل الحكومة الجديدة في العراق آنذاك"، مضيفًا أن "وجود القوات التركية في شمالي العراق لا يعد شيئا جديدا، بل يعود إلى 27 أيلول/سبتمبر 2014، كما أن القوات التركية تتولى مهام تدريبية في معسكر "بعشيقة"، اعتبارا من مارس/آذار 2015، وفي إطار ذلك تم تدريب نحو 2400 عنصرا من الحشد الوطني".
وأفادت مصادر في رئاسة الوزراء التركية، أن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو بعث رسالة إلى نظيره العراقي حيدر العبادي، أكد خلالها أن تركيا "لن تقدم على أي خطوة من شأنها أن تنتهك سيادة العراق ووحدة أراضيه، باعتبارها أكثر بلد يولي حساسية لسيادة العراق ووحدة أراضيه ويؤمن بضرورة احترام جميع البلدان له".
وذكر داود أوغلو أنه لن يتم نقل أي قوات جديدة إلى "بعشيقة" حتى تنتهي مخاوف الحكومة العراقية، مؤكداً أن تركيا ستواصل بكل عزم كافة أشكال دعمها للعراق في مكافحته لتنظيم "داعش"، معرباً عن رغبة بلاده في تعميق التعاون مع الحكومة العراقية بهذا الصدد من خلال التنسيق والاستشارة.
وأكد داود أوغلو في الرسالة ضرورة عدم السماح لجهات منزعجة من التعاون بين تركيا والعراق، وتريد انتهاءه، من الوصول إلى مبتغاها.
وقالت وكالة الأنباء التركية، الأناضول، نقلًا عن مصادر مطلعة في ناحية "بعشيقة" قرب الموصل شمالي العراق، إنّ تركيا أرسلت قرابة 150 جنديا إلى المنطقة المذكورة، عن طريق البر، لاستبدال وحدتها العسكرية في معسكر بالناحية، ما أثار احتجاج بغداد.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!