سليمان سيفي أوغون - صحيفة يني شفق - ترجمة وتحرير ترك برس
أنا على قناعة بأن أساس العقدة والمشكلة في الشرق الأوسط ليست بالأطراف والقوى المتقاتلة على الأرض بل في قوى خارجية خفية. ولا توصف هذه الفترة بالمتوترة بين تركيا وروسيا وحلفائها أي إيران وتنظيم بي كي كي، والمسألة ليست بهذه البساطة بل أعقد من ذلك.
يمكننا الآن أن نرى بوضوح خطة تغير الخارطة الجغرافية لبلاد الرافدين، وذلك من بعد احتلال العراق وأحداث الربيع العربي. وكان من المتوقع أن تتكون بؤر القوى في السنوات الماضية، فهذه إيران أظهرت قوتها وبدأت حربها ضد القوى السنية بيد أن إسرائيل كانت العدو الأول لها. ووضعت إيران وذراعها حزب الله نفسها في مواجهة السياسات السنية، في المقدمة تركيا وبعدها السعودية والخليج العربي.
كانت تركيا أحد أطراف الخلاف بينها وبين روسيا لكن في آخر فترة، وهذه الظروف قربت دول الأطلسي من تركيا. وهذه إيران تعمل جاهدة على إظهار تركيا بمظهر التابع لداعش، فلنوضح ذلك بشكل أفضل:
في هذه الأيام لا فرق بين أن تكون سنيًا أو أن تكون داعشيًا، فقد أصبح هذا المفهوم واحدا. ألصقوا هذا المفهوم بالحزب الحاكم لتركيا المتمثل بحزب العدالة والتنمية، واستخدموه حتى يعرقلوا سير العلاقات بين تركيا ودول الأطلسي ويعملوا على عزل تركيا.
كانت ادعاءات روسيا وإيران التي تفضي بأن "تركيا وداعش شركاء" محض من السخافة والحمق، ولنسأل أنفسنا هذا السؤال: ما خطر هذه الإدعاءات السخيفة على الغرب؟
ازدادت المشاعر العدوانية للأجانب عامة وللإسلام خاصة في أوروبا من بعد هجمات داعش في أوروبا، وآخر نتائج الإنتخابات في فرنسا شاهد على ذلك.
اليوم في أوروبا يحتل اليمينيون مكانا كبيرا، وهذا ما يقلق أوروبا. وبسبب أزمة اللاجئين فإن أوروبا تتقرب من تركيا وتحاول إيجاد فرصة للحد من هذا الخطر.
يتوقع في الانتخابات الأمريكية القادمة عام 2016 فوز الجمهوريين، فإذا فاز المرشح الجمهوري "D.Trump"، أو أي جمهوري معادل له فإن سياسات روسيا وإيران سوف تقيم من جديد من قبل أمريكا.
الآن المطلوب من الدبلوماسيين الأتراك التركيز على أمريكا ووضع الملاحظات والعمل على عدم وصول عدوى "الإسلاموفوبيا" إلى تركيا.
الورقة الكردية هي الورقة الثانية التي إذا استخدمت فإنها ستضر بإندماج الحلف الأطلسي مع تركيا. يريدون اللعب على هذه الورقة ويروجون لأن "داعش قاتلة الأكراد" و"تركيا قاتلة الأكراد" ويحاولون إقناع الرأي العام بذلك.
أعتقد أن إيران وروسيا لن يتركا الشرق الأوسط وشأنه، لا أعرف إلى أين سيؤول هذا الوضع، لكنني أنا أرى في النهاية أن دول الأطلسي ستتدخل وتصبح في مواجهة مع إيران وروسيا، وهذا واضح من خلال الأحداث والتطورات.
لكن الأمر المهم هو كيف سيكون مستقبل تركيا بعد هذا التدخل. النقطة الحساسة هنا، هي الخوف من أن تتبنى دول الأطلسي علاقة تركيا بداعش، وبذلك فإن مستقبل الأكراد متعلق بذلك. أعتقد أن دول الأطلسي لم تحضر أي مشروع من أجل أكراد الشرق الأوسط أو من المحتمل أن تكون حضرت شيئًا لكنها لم تعلن عنه.
هذه فرصة كبيرة، إذا تخطت تركيا العوائق واستطاعت الصمود في وجه هذه المخططات فإن هذه الحركة الكردية الستالينية بمساندة إيران وروسيا سوف تختفي من الوجود وحتى الاحتمال الآخر لا أريد التفكير به.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس