نصوحي غونغور – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس
تداولت كثير من الدراسات والمقالات والأخبار موضوع الحدود الجديدة التي يتم التخطيط لها، وفي بحثهم للموضوع احتلت تركيا وبكل وضوح مكانًا على أعلى قائمة الدول الأكثر تضررا بهذا المخطط. ويأتي هذا في ضوء مشاهدة تركيا لما يدور في الدول المجاورة في الشرق الأوسط وقد تقطعت بهم السُبل واشتعلت فيهم نيران التقسيم، فبدأ الأمر في ليبيا والعراق ثم لحقت بهم سوريا ولبنان والبحرين، وما زال الحبل على الجرار.
بعد نهاية الحرب العالمية الأولى بدأت ملامح ترسيم الحدود تظهر على الخارطة من حول تركيا، والآن نرى أن تلك الحدود القديمة أصبحت في حاجة ماسة للتجديد والتغيير في فقه البعض، وحتى تستطيع تركيا تخطي هذه الأزمة يجب أن تكون سياستها الداخلية قوية وصلبة وعصية لتتمكن من خوض صراعها الأعنف.
يلعب العامل القومي دورا مهما في إعادة رسم الحدود الجديدة، وأقصد هنا القومية الكردية، فالتواجد الكردي في تركيا وثلاث دول حولها سيكون العامل الأساسي في ترسيم تلك الخطوط الجديدة، وتزداد أهمية القومية الكردية بزيادة التعلق الدولي بهم ككرت مهم وأساسي في اللعبة السياسية على المستوى المحلي والعالمي، ولأن أنقرة تعي هذه الحقيقة تعمل جاهدة في مقاومتها بالطرق المختلفة. ولا تقتصر خطط التقسيم الجديدة على العامل القومي بل تتعداه لتشمل الديانة والمذهب.
ويوجد هناك بعدان في هذه الأزمة: الأول ويتمثل بالدفاع عن الحدود القديمة باعتبارها مسلمات لا يجوز المساس بها، أما الثاني فهو محاولة رسم حدود جديدة تراعي المواطنة الجديدة لمرحلة أكثر استقرارا. حقيقة الأمر ليست بتلك البساطة، فكل يوم يمضي يزداد عمق وتجذر الصراع القومي الديني المذهبي الطائفي في الشرق الأوسط.
وأنا هنا لا أتكلم عن سيناريوهات آخر الزمان، وإنما أحاول استقراء الأزمة لنعلم طبيعتها وحدودها وحجمها الحقيقي، لنبحث من بعدها عن الحل الحقيقي. في المقابل نرى الإدارة الحكيمة لهذه البلاد تأخذ بدورها على أكمل وجه رغم كل الصعوبات، وتضرب بيد من حديد على كل يد إرهابية خبيثة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس