ماهر حجازي - خاص ترك برس
"عمو ما معنا مصاري"، لسان حال الطالبة الفلسطينية أمل النازحة من سورية إلى تركيا، والتي وقفت عاجزة عن مواصلة تعليمها، حكايتها هذه تسقط على واقع عشرات الطلبة الفلسطينيين الذين منعتهم ظروف الحياة القاهرة من استكمال دراستهم في تركيا.
الواقع التعليمي
تشير الإحصائيات إلى أن هناك (155) طالبًا مع وقف التنفيذ في مناطق جنوب تركيا، وهي: مرسين، وأنطاكيا، وقونيا، وأضنة، وعثمانية، والريحانية، حيث تحتل مرسين النسبة الأكبر بـ(120) طالبا توقفوا عن الدراسة كون معظمهم من فلسطينيي العراق، ولأسباب عدة، في مقدمتها تكاليف النقل الباهظة مقارنة بمتطلبات الحياة الأساسية من المسكن والغذاء.
تعاني (550) عائلة فلسطينية في هذه المناطق، أوضاعا معيشية صعبة في ظل عدم توفر فرص العمل وتدني الأجور لبعض الأعمال المتوفرة كالأشغال اليدوية ( البلاط – الدهان ...)، وايضا ارتفاع أسعار إيجارات المنازل مقارنة بالأجور القليلة، حيث يصل إيجار المنزل إلى (400) ليرة تركية مقارنة مع راتب (800) ليرة تركية، وما يتبقى من الراتب يخصص لتوفير الغذاء واللباس والتدفئة.
في حين تشكل أجرة نقل الطلاب إلى المدراس عقبة أساسية في استمرارية التعليم، فإن الحد الأدنى لأجرة المواصلات (75) ليرة تركية للطالب الواحد، فإذا كانت العائلة لديها ثلاثة طلاب فهذا يعتبر استنزافا لمدخرات العائلة المالية، مما أدى إلى توقف الطلاب عن الدراسة.
ويتعلم الطلاب الفلسطينيون في مدارس سورية مجانية، يشرف عليها مدرسون سوريون وفي أغلب الأحيان تكون تبعيتها لوزارة التربية التركية، ويحق لكل طالب يحمل هوية "الكيمليك" بالدراسة المجانية فيها، وهذه الهوية تمنح للسوري والفلسطيني القادم من سورية، في حين لا يحق للفلسطيني القادم من العراق مثلا الدراسة في هذه المدارس.
كما يحق لمن يحملون "الكيمليك" بالتعلم في المدارس التركية، لكن عقبة اللغة أيضا تقف حائلا بين الطلاب ومتابعة التعليم، وهي مدارس مجانية، ولكن نسبة قليلة من الطلاب الفلسطينيين تسجل في هذه المدارس.
أيضا تُدرّس المرحلة الابتدائية والإعدادية في المدارس السورية بتركيا، وحتى اللحظة لا توجد مدارس ثانوية، مما يهدد مستقبل الطلبة.
أما في مناطق جنوب شرق: غازي عنتاب، وكيلس، وقهرمان مرعش، ونيزّب، وشانلي أورفا، وديار بكر، وغيرها، يوجد (300) طالب فلسطيني، وتعاني (323) عائلة نفس الوضع الإنساني الذي تحدثنا عنه آنفا.
المدارس الخاصة
وفي مدن أخرى تشهد تجمعات قليلة من السوريين والفلسطينيين فهي لا تضم مدارس سورية مجانية، وبالتالي يحرم ابناء هذه المدن من الدراسة، كما في العاصمة أنقرة وبورصة ومناطق في إسطنبول، علاوة عن غلاء الدراسة في بعض المدارس العربية الخاصة في هذه المدن، والتي تصل إلى (3000) ليرة تركية للطالب في السنة، وهي تمنح شهادة مصدقة من وزارة التربية التركية محصورة بالسوري والفلسطيني السوري فقط، بينما لا تعطى للفلسطيني القادم من غزة مثلا.
الجامعات التركية
يحق للطلبة الفلسطينيين الدراسة في الجامعات التركية ، وبرسوم رمزية مقارنة بالجامعات في الدول العربية، وبعض الجامعات الخاصة تقدم منح للطلاب، في حين يشكل السكن والمعيشة الباهظة في تركيا أيضا عقبات أمام الطلاب الجامعيين، حيث يجبر غالبيتهم على العمل والدراسة معا، وأيضا مشكلة الوضع القانوني للطالب خاصة القادم من سورية كونه يدخل تركيا عبر التهريب، هنا يجد صعوبة في التسجيل بالجامعات.
خلاصة
إن الوضع المالي المتأزم للعائلات الفلسطينية في تركيا، واللغة التركية تشكلان أبرز العقبات في طريق استمرار التعليم للطلاب الفلسطينيين.
https://www.youtube.com/watch?v=ggAniBshBEI&feature=youtu.be
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!