وكالة إخلاص للأنباء – ترجمة وتحرير ترك برس
لم ينسى رئيس حزب الاتحاد الكبير مصطفى دستجي، والذي يعد خليفة الراحل "محسن يازيجي أوغلو"، يوم 12 أيلول/ سبتمبر من عام 1980 الذي اعتبره يوم البؤس والشقاء في التاريخ التركي.
بهذه المناسبة المشؤومة قام السيد دستجي بنشر بيان كتابي شرح فيه الجوانب السلبية لهذا الانقلاب العسكري.
وجاء في البيان: "لقد كانت الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية السائدة في تركيا سيئة للغاية قبيل الانقلاب العسكري. فقد كانت تركيا منحصرة بين أقطاب القوى العظمى في العالم وعلى رأسهم الأمريكيين والروس. كما أن الارضية كانت مواتية للتدخلات الخارجية والتأمرات الداخلية.
والاهم من كل هذا فإن بعض مؤسساتنا العسكرية والمدنية كانت مفتوحة للتدخلات الخارجية. ففي تلك الفترة من زمن الحرب الباردة، كانت تركيا مسرحا للتقلبات السياسية والاقتصادية. حيث كان من نتائج هذا الانقلاب العسكري أن تمت إعادة دعوة اليونان للانضمام الى حلف شمال الاطلسي وتم إحياء القواعد العسكرية الأمريكية من جديد في المنطقة، وكذلك تم القضاء على جميع القوى السياسية والمدنية التي كانت تناهض الإمبريالية.
إن ما نعانيه اليوم من مشاكل تتعلق بالحريات العامة والأمن القومي ورفاه المواطنين، ما هو إلا نتاج الانقلاب العسكري الذي جرى في 12 أيلول من عام 1980. فهذا اليوم يعتبر يوما أسود في تاريخ تركيا.
يؤسفني أن أقول إن تركيا ومن خلال خضوعها لعقلية العسكرة، أضاعت أشياء كثيرة. فقد قامت تركيا بتضييق مجال مناوراتها بيدها. فلقد باتت في موقف حرج في مسائل كثيرة كانت محقة فيها.
إن الذين قاموا بهذا الانقلاب العسكري، هم الذين ادعوا أن البلاد مقدمة على حرب أهلية كي تسنح لهم الفرصة للقيام بهذه الضربة العسكرية. وهؤلاء أنفسهم أيضا أعلنوا أنه لولا الانقلاب الذي قاموا به لكانت الكثير من الدماء ستسيل في البلاد. فهم بهذا الادعاء إنما كانوا يحاولون أن يعطوا الشرعية لعملهم هذا.
لقد فسدت تركيبة البنية التركية عقب هذا الانقلاب. فقد تم محاكمة الالاف من الشباب في محاكم الانقلاب وعلى رأسهم زعيم حزبنا المرحوم "محسن يازيجي أوغلو" وتم تعذيبهم بأشد أنواع العقوبات في السجون المصطنعة من قبل الانقلابيين. كما تم إعدام البعض منهم أمام مرئى ومسمع ذويهم.
لقد قضى هؤلاء على كل أشكال الديمقراطية في البلاد. لذا سيذكر التاريخ هذا اليوم مع مجرميه في لوحاته السوداء.
أترحم على شهداء 12 أيلول، وأقف وقفة إجلال وإكبار أمام من ظلم في هذه الفترة. كما أني أندد وأشجب كل من قام بهذا الفعل الشنيع الذي أودى بحياة الآلاف من أبناء شعبنا العظيم".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!