ترك برس

قال نائب حزب العدالة والتنمية في البرلمان التركي، ياسين أكتاي، إن مبدأ الصداقة والدبلوماسية وفق الولايات المتحدة الأمريكية، هو مبدئ "التَّقِيَّة"، مشيرًا أنه لا يمكن الائتمان لها فيما يخص مبدئ "الشريك الاستراتيجي".

وأضاف أكتاي في مقال له نشر عبر موقع "السورية نت"، تحت عنوان "الشراكة الاستراتيجية للولايات المتحدة الأمريكية"، إن "الولايات المتحدة تقوم وفقاً لما يدور في خلدها ووفقاً لما يصب في مصلحتها بإيجاد خطط استراتيجية وفي هذه الأثناء تقوم بالسير مع حلفائها للمسافة التي تسمح لها باستعمالهم فقط وتنظر لهم بعين الاستعمال فقط. ووفقاً لعلاقة بهذا الشكل فإن مبدأ "الشراكة الاستراتيجية" في أكثر تفاصيله هو مجرد مبالغة كبيرة فقط، ونصل لحقيقة إنه يجب التأسيس لمبدأ الثقة أيضاً، مبدأ الصداقة والدبلوماسية وفق الولايات المتحدة هو مبدأ " التقية" وهذا يشبه ما حدث في “فترة العداوة" مع إيران".

وأشار أكتاي إلى أن "الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) هو دعم مباشر للإرهاب، ويظهر التناقض والتذرع التي تحاول الولايات المتحدة إظهاره، حيث تقوم بتعريف الإرهاب والإرهابيين بالتوافق مع احتياجاتها. هذا التناقض يقوم بإغراق الولايات المتحدة في عدم المصداقية نحو " شركائها الاستراتيجيين " في سياستها الخارجية. الولايات المتحدة تقوم بإثبات إنها لا تملك الولاء لسياساتها المعلنة، أهدافها الاستراتيجية، حلفائها وأعدائها".

وأوضح أن "الجميع شاهد على الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة للاتحاد الديمقراطي، المنظمة التي تعتبر عدوة لتركيا "الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة"، وهذا يظهر مدى الفردية في تغيير الخطط التي اتفقت حولها مع تركيا وحلفاء استراتيجيين آخرين، إن حصول أي أتفاق مع الولايات المتحدة مع حقيقة قيادتها للملف السوري لإجبار الأسد على الرحيل فإن أي دعم تم تقديمه لاتحاد الديمقراطي هو دعم صريح للأسد نفسه".

ولفت النائب التركي إلى أن "التقدم الذي يقوم به الاتحاد الديمقراطي أعطى فرصة الإنعاش لنظام الأسد للسيطرة واستعادة مناطق قاموا بالسيطرة عليها مؤخراً، بدل أن تقوم الولايات المتحدة العالم فيما يخص "دعم الإرهاب" بناءً على تعريفاتها الخاصة بالإرهاب، يجب أن تتم محاسبة الولايات المتحدة نفسها على إضعافها العلاقات مع شركائها الاستراتيجيين"، مشيرًا أن "إيران أيضاً تقوم بتقديم الدعم للاتحاد الديمقراطي، في هذه الحالة الولايات المتحدة يجب أن تقوم بإعطاء التفسير حول تغييرها المفاجئ لموقعها وتحالفها مع أيران".

وبيّن أكتاي أنه "في الظروف الطبيعية لن نعترض على شيء مماثل أبداً فنحن نفضل ألا تكون الولايات المتحدة في حالة حرب مع أي بلد في المنطقة، خصوصاً مع أيران، نحن نرغب لمنطقتنا لتصبح واحة للسلام وللشعوب التي تعيش فيها أن تكون في حالة سلام مع بعضها البعض. بالرغم من ان التدخل الخارجي في المناطق من المفترض انه ينوي لحل مشاكلها، لكن هو فقط يساهم في تعميق هذه المشاكل أكثر"، مضيفًا أنه "عند التمعن فيما يحدث فسواءً برغبتنا او دونها سيبادر لذهننا هذا السؤال: الولايات المتحدة حتى البارحة كانت معلنةً لإيران وسوريا كدولتين في محور الشر,لذا عندما قامت بتغيير الصف إلى جانب أيران وسوريا وأصبحت شريكاً لها في قتل المدنيين ومع استمرار القتل الجماعي ضد المظلومين, متى ووفق أي من التقييمات الاستراتيجية خطت خطواتها نحو هذا القرار؟ هل تم مناقشة هذا التغيير الاستراتيجي مع شركائها وحلفائها الهامين في المنطقة وهي السعودية ودول الخليج؟".

وتابع قائلًا: "اليوم وبوقوف الولايات المتحدة في العراق وسوريا في صف أيران ضد السعودية، في حين إن إيران و40 عاماً قامت بعداوة السعودية كانت الولايات المتحدة الحليف المقرب من السعودية، وفي الأوقات التي كانت الولايات المتحدة تعيش مواجهة باردة او حتى معارك ضد أيران كانت السعودية أقوى حليف للولايات المتحدة، لكن وبالرغم من إن إيران وبدعمها للأقلية الحوثية الصغيرة جداً قامت بتهديد الأمن السعودي، قامت الولايات المتحدة بالتخلي عن حليفها الاستراتيجي وبدأت العمل مع عدو حليفها. حتى لو كان في الحلم لما كان هذا التحالف ليتم تخيله".

وخلص إلى أنه "يمكن القول إن تصرف الولايات المتحدة بهذا الشكل مدفوع بنية سيئة تم إقرارها في فترة سابقة. سياسة الولايات المتحدة الخارجية المتميزة بطبيعتها الديناميكية المتغيرة يمكن إنها تقوم بإعاقة سياسة الدولة في الاستمرارية نحو: الأهداف الاستراتيجية، الصداقات، العداوات. الولايات المتحدة بإدارة الرئيس باراك أوباما تعاني الصعوبات في اتخاذ قرارتها الاستراتيجية في موقفها من أهدافها، العلاقة بين الكونجرس واللوبيات وحقيقة الدور الذي تقوم به من خلال الأموال التي تقدمها خلال الانتخابات، تؤثر في السياسة فيما يخص الأهداف طويلة الأمد. هذه الحقائق تقلل من إمكانية الديمومة في سياسات الولايات المتحدة.

وبالعودة للدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD و بالادعاء الذي يدور حول استعمال هذا الدعم ضد داعش، معروف لدى الجميع بإن PYD و روسيا التي تدخلت في سوريا تحت ذات الذريعة بالإضافة لإيران وحتى الولايات المتحدة بإن آخر ما يقومون به هو محاربة داعش  ,الدعم المقدم ل PYD هو ليس لمحاربة داعش , على العكس لمحاربة الطرف أكثر عداوةً لداعش والمتمثل في الجيش السوري الحر. حسناً ألا يظهر هذا الأمر إن داعش هي جزء من هذا الاتفاق في الأصل؟ ما هذا التوزيع في الأدوار؟ من المؤكد من يريد الفهم سيفهم".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!