محمد حامد - خاص ترك برس
حث الرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين نظيره الروسي فلاديمير بوتين على القبول بتقسيم سوريا والعراق وفقا للتغييرات التي حدثت في السنوات الأخيرة، في حين أرجع المحلل الإسرائيلي بنحاس عنباري الإعلان الروسي المفاجئ بالانسحاب من سوريا إلى خشية موسكو من أن تزود أنقرة جماعات المعارضة المسلحة بأسلحة متطورة تغير المعادلة في مواجهة الجيش الروسي.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن الرئيس الإسرائيلي سعى خلال لقائه أمس بالرئيس الروسي إلى الحصول على تأييد موسكو بعدم التمسك بالحدود الحالية لسوريا التي حددتها اتفاقية سايكس بيكو قبل مائة عام، وقسمت الشرق الأوسط تقسيما مصطنعا، ولذلك فهناك ضرورة لتقسيم سوريا والعراق على ضوء التغييرات التي حدثت في المنطقة خلال السنوات الأخيرة.
ونقلت صحيفة هآرتس عن مسؤول رفيع المستوى حضر اللقاء أن الرئيس الروسي أبدى تفهما كبيرا للطلب الإسرائيلي بإعادة نشر مراقبي الأمم المتحدة في هضبة الجولان السورية المحتلة كجزء من وقف إطلاق النار.
وقال المسؤول الإسرائيلي إن الرئيس الإسرائيلي طلب أيضا استمرار عمل هيئة التنسيق الأمني بين جيشي البلدين التي أقيمت قبل بضعة أشهر مع بدء التدخل العسكري الروسي في سوريا.
من ناحية أخرى واصلت وسائل الإعلام الإسرائيلية تحليلاتها لأسباب الانسحاب الروسي من سوريا وتداعياته على دول المنطقة. ورأى بنحاس عنباري الباحث في مركز القدس لأبحاث المجتمع والدولة أن القرار الروسي ألقت الضوء على خلافات عميقة بين روسيا وشركائها في سوريا: الأسد وإيران وحزب الله.
وأضاف عنباري إن الخلافات طفت على السطح عنما أعلنت موسكو تأييدها المفاجئ لتقسيم سوريا على أساس فيدرالي، وهو الاقتراح الذي رفضه الأسد، أما الإيرانيون فأدركوا أن الروس يمنعونهم من تحقيق الهلال الشيعي، وبدأ حزب الله يخشى من تفاهمات إسرائيلية روسية ضده.
ولفت عنباري إلى أن تأييد موسكو للانفصاليين الأكراد في سوريا موجه في الأساس ضد تركيا، لكن موسكو تخشى أن ترد أنقرة على العمليات الإرهابية التي يشنها الأكراد داخل الأراضي التركية بتزويد المعارضة السنية المسلحة بأسلحة نوعية لمواجهة الجيش الروسي، وهو ما دعا موسكو إلى اتخاذ قرار الانسحاب من سوريا.
من جانبه رأى الباحث الإسرائيلي المتخصص في الشأن الروسي زئيف حانين أن القوات الروسية بقيت في روسيا أكثر من ستة أشهر دون أن تحقق أهدافها كاملة، وبتكلفة أكثر مما رصد لها في البداية وهو خمسة مليارات دولار، ولذلك أدرك الروس أن استمرارهم يعني وقوعهم في المستنقع السوري مثلما وقع السوفيت في المستنقع الأفغاني.
ويضاف إلى العامل السابق خشية الكرملين من المعارضة المتزايدة في المدن الروسية الكبرى للنظام بسبب العقوبات والمصاعب الاقتصادية، ما قد يؤدي إلى انهيار شعبية بوتين.
وبحسب الباحث الإسرائيلي فإن الجديد في العلاقات الروسية السورية بعد قرار سحب القوات هو أن الروس موجودون على الأراضي السورية ولكنهم لا يشاركون في القتال الفعلي، أي أنهم ذاهبون أكثر في اتجاه الدفاع أكثر من الهجوم.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!