محمد حامد - خاص ترك برس
رأى تسفي برئيل، محلل شؤون الشرق الأوسط في صحيفة هآرتس الإسرائيلية، أن تركيا رغم الحرب التي تخوضها ضد التنظيمات الكردية الإرهابية في الداخل التركي وفي سوريا، قادرة على تقويض خطة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجديدة في سوريا الرامية إلى تقسيمها على أساس اتحاد فيدرالي، وذلك إذا قررت شن هجوم من جبهتها الجنوبية مع سوريا.
وكتب برئيل مقالا تناول فيه الإعلان الروسي المفاجئ بسحب القوات الروسية من سوريا، قال فيه إن قرار بوتين يعد اعترافا واضحا منه بأنه ليس بإمكان القوة الجوية الروسية أن تنجز أكبر مما أنجزته دون الاستعانة بقوات برية روسية، كما أن بوتين استنتح أن النفوذ الروسي في سوريا سيظل مضمونا، وأن الوقت قد حان لتنفيذ خطته لتقسيم مناطق سوريا على أساس اتحاد فيدرالي.
وتابع برئيل إن روسيا رغم ذلك تركت الساحة السورية دون حسم عسكري، ودون احتمال انتصار عسكري لقوات الأسد أو قوات المعارضة، أي أن روسيا خلقت وضعا عسكريا يتعذر فيه على جيش الأسد الاستمرار في قتال المعارضة المسلحة بمفرده من جانب، ومن جانب آخر فإن اتفاق وقف إطلاق النار يضع المعارضة في معضلة إذا قررت خرقه، ومن ثم سيكون من مصلحة جميع الأطراف إنجاح مفاوضات الحل السياسي في جنيف.
وأضاف المحلل الإسرائيلي إن بوتين بقراره الانسحاب من سوريا لم ينجح فقط في ترسيخ الوضع العسكري، بل في ترسيخ الوضع السياسي، فهو يملي الآن حدود التدخل العسكري من جانب الدول الكبرى،حيث لم يعد يخشى من أن تحاول الولايات المتحدة أو الدول الأوربية السيطرة على سوريا بدلا من روسيا، ومن ثم فإن بوتين يرسم خريطة سوريا المستقبلية.
لكن برئيل عاد وأشار إلى أن خطة بوتين النظرية تلك ستواجه عدة عقبات صعبة أولها أن الأسد قد يفكر في أن بإمكانه احتلال مدينة حلب المحاصرة وبالتالي إحداث تغيير إستراتيجي في نطاق سيطرته، وهي خطوة ستؤدي إلى استئناف القتال، وإفشال جهود التسوية.
وبحسب المحلل الإسرائيلي فإن تركيا رغم انهماكها في الحرب ضد التنظيمات الكردية في الداخل وفي سوريا أيضا بإمكانها تقويض الوضع الراهن الذي خلقه بوتين، إذا قررت شن هجوم على الأكراد في سوريا من حدودها الجنوبية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!