رابح بو كريش - خاص ترك برس
كشفت وكالة "سبوتنيك" الروسية أن كوريا الشمالية هددت بـ"إطلاق حرب مقدسة شعبية شاملة وإفناء المعتدين" في حال قامت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بأعمال عدائية ضدها. في هذا الصدد بعث لي سعادة سفير كوريا الشمالية في الجزائر ببيان حول الموضوع. وأهم ما جاء فيه أن قوانين دولة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية تنص على أنه في حال تعرض كرامة البلاد العليا للخطر، تبيد استباقيا البلدان والأهداف المسببة في ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر، عن طريق حشد كافة وسائل الضربة وفي مقدمتها وسائل الضربة النووية.
وعن المقارنة بين ما حدث في العراق وأفغانستان يقول البيان اذا اعتقدت الإمبريالية الأمريكية أن العمليات الخاصة النزيلة والدنيئة التي قامت بها في السابق في أفغانستان أو العراق تنطلي على جمهوريتنا، فلن يكون ذلك سوى تصرفات انتحارية حمقاء، ذلك لأن جمهوريتنا يتحد فيها الزعيم والشعب كالبنيان المرصوص بفكرة وارادة واحدة. الحقيقة الواضحة تماما هي: أن الوضع بين الكوريتين أصبح خطير جدا وبالتالي يجب العودة الى التفاوض السياسي حول المشاكل السياسية، صحيح أن ذلك مستحيل في الوقت الحالي لأن المشاكل متشعبة وعديدة ولا شك أن المفاوضات ستكون محفوفة بالاشتباكات والأزمات ومحاولات الإحباط.
وهذا شأن كل مفاوضات. إن محاولة إجبار كوريا الشمالية على قبول ما تريده أمريكا يعني أن الأمريكان يجهلون الواقع في كوريا الشمالية حاليا فحسب بل وكذلك الوضع الخطير بين الكوريتين. في اعتقادي على المسؤولين في الكوريتين أن يحاسبوا ضمائرهم وأن يضبطوا قائمة المسائل التي تفرق بين الشعب الواحد ويدرسوا صعوباتهم الخاصة ويتعرفون على الأسلوب المتاح للعودة إلى الوحدة. إن هذه الأخيرة لن تنبعث من جديد إلا بفضل من مسؤولي البلدين وبعيد عن سلام مسؤولي أمريكا والصين لأنهم بكل بساطة يفضلنون أن تبقى الأمور على حالتها المتوتر حتى تبقى المصالح الاستراتيجية على حالتها. أن بقاء الأمور على حالها يعني استمرار الحرب الباردة بين الشعب الواحد، و لا يجوز لأي كان أن يعتقد بأن ملايين الكوريين سيرضون بهذا المصير.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس