جلال سلمي - خاص ترك برس
قال الإعلامي السوري "فيصل القاسم"، في تغريدة نُشرت عبر حسابه على تويتر، إن "صعود تركيا الصاروخي سياسيًا واقتصاديًا وتكنولوجيًا لا يرضي ضباع العالم، لهذا يريدون أن يجعلوها نسخة عن سوريا الأسد وهو النظام الذي يفضلونه"، وذلك في إطار تعقيبه على سلسلة الانفجارات الإرهابية التي أصابت تركيا مؤخرًا.
ولم يكن القاسم وحده المشير إلى هذا الأمر، فقد شاركه عددٌ من المحللين الأتراك أيضًا نفس الفكرة، مشيرين إلى أن طريق بناء دولة كُبرى في عالم تحكمه القوى "الإمبريالية" مليء بالأشواك، وأن العراقيل ستبقى أمام تركيا ما دامت ترنو إلى الحصول على منزلة الدول الصناعية العشر الأكثر تطورًا حول العالم.
وفي غضون ذلك، أشار الخبير السياسي "راسم أوزدان أوران" إلى أن "الدول المتطورة اعتادت على تركيا الهزيلة الخانعة التي تُنفذ مطالبهم دون إبداء أي اعتراض. غير أن تسلم حزب العدالة والتنمية مقاليد الحكم في تركيا، عام 2002، غير موازين اللعبة، وأظهر أن تركيا لم تعد كالسابق، فقد ولى عصر تلقي تركيا للأوامر، وظهرت تركيا البراغماتية التي تناقش مختلف القضايا مع كل الدول، وتقيم هذه القضايا وفق ما تقضيه مصالحها ومصالح المنطقة"، مؤكدًا أن "هذا التغيّر الجذري الذي ظهر للسطح، أثار سخط الدول الكُبرى، ودفعها إلى سلوك طريق المواجهة الشرسة مع تركيا، متبعة بذلك كافة الوسائل التي تمكنها من إيقاع تركيا في انتكاسة تعيدها إلى سابق عهدها من الذل والوهن".
وأضاف أوزدان أوران، عبر مقاله في صحيفة يني شفق "طريق تشييد الدولة الكبرى"، أن "الدعاية السياسية السوداء التي تستهدف تركيا وتدعم المنظمات الإرهابية التي تهاجم المصالح التركية، وتشارك المنظمات الإرهابية في التخطيط للعمليات الإرهابية وتنفيذها، هي أساليب مكشوفة تستخدمها القوى العالمية لكبح تقدم ونمو تركيا".
في هذا المقام، لا بد من الإشارة إلى أن استهداف تركيا يعود إلى الموقع الاستراتيجي المهم الذي تتمتع به، حيث حققت كل من سنغافورة وماليزيا وإندونسيا تقدمًا سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا أكبر من ذلك الذي أحرزته تركيا مؤخرًا، ولكن الموقع الجغرافي السياسي لهذه الدول لا يؤثر على الإطار العام للسياسة الدولية، بقدر ما يؤثر الموقع الجغرافي لتركيا التي تحد أوروبا والشرق الأوسط والبلقان والقوقاز، تلك المناطق التي تشهد تنافسًا دوليًا بين كل القوى العالمية، وبالتالي يعني تطور تركيا ونموها أنه يمكن لها مزاحمة هذه القوى في السيطرة على هذه المناطق، الأمر الذي لا يمكن أن تقبل به هذه القوى إطلاقًا".
وكما بيّن الباحث السياسي التركي علي بيرام أوغلو في مقاله بصحيفة يني شفق "أين كنا وأين أصبحنا؟"، طريق التقدم مكتظ بالعثرات، ولا تشوبه السهولة إطلاقا ً، مؤكدا ً أن على تركيا اتخاذ حذرها الشديد لتخطي هذه العراقيل، ويجب أن تضع نصب عينها أن طريق الوصول إلى القمة غير مفروش بالورد، بل محفوف بالعقبات.
ويُذكر أن رئيس الوزراء التركي الحالي البروفسور "أحمد داود أوغلو" سطر بكتابه "العمق الاستراتيجي" أروع الخطط المثالية والواقعية التي أضاءت طريق التقدم لتركيا على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، حيث ألمح داود أوغلو في بداية الكتاب إلى أن موارد القوة لا يمكن لها أن تعود بالنفع على دولة ما إلا من خلال تحليها بالإرادة الصلبة، ويختم في نهاية الكتاب بالإشارة إلى أن الإرادة تتطلب وجود صلابة شديدة، لأن الدولة ستتعرض للكثير من المصاعب التي تجهض تحركها، وروح التحدي التي تأتي مع هذه الإرادة ستحول دون نيل أصحاب هذه العراقيل غايتهم".
في الختام عن النظر إلى إيران نجدها تعرضت للكثير من العثرات التي اعترضت طريقها، ولكنها في نهاية المطاف نالت ما تريد، أنا هنا لست بصدد تمجيد الثورة الإيرانية، ولكن "أخذ الفائدة من ثبات إيران، لن يكون بالأمر السيء".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس