ترك برس
تحدثت وزارة الخارجية التركية مطلع الأسبوع الحالي عن اتخاذ كافة الخطوات اللازمة من أجل تحسين ظروف عيش السوريين، وأكدت الوزارة أنه تم البدء بمنح السوريين تصاريح عمل وذلك بدءًا من تاريخ 15 كانون الثاني/ يناير 2016.
جاء ذلك في بيان لها أكد على أن تركيا تتبع (سياسة الباب المفتوح) حيال السوريين الفارين من الحرب التي تشهدها بلادهم، منذ مدة تزيد عن الخمس سنوات، وتلتزم تركيا بمبدأ عدم إعادة اللاجئين إلى بلادهم طالما أن الحرب مستمرة، وذلك في إطار الالتزامات الدولية الملقاة على عاتقها. وليس من الوارد إجراء أي تغيير على هذه المقاربة، على حد قول الحكومة التركية، التي قالت: "لاحظنا في غضون الأيام الماضية قيام بعض وسائل الإعلام بتناقل الادعاءات التي أوردتها منظمة العفو الدولية حول إعادة تركيا للسوريين المقيمين في أراضيها قسرًا إلى بلادهم، وهذه الادعاءات تحدث عنها أيضًا الناطقون باسم المنظمة المذكورة في مختلف القنوات التلفزيونية، والتي لا تعكس الحقيقة بتاتًا".
ولفتت الخارجية التركية إلى أن تركيا حتى الآن استضافت ما يزيد عن 2.7 مليون مواطن سوري على أراضيها، وما هي إلا إحدى نتائج هذه السياسة.
ولعل المثل القائل "وشهد شاهد من أهله" يؤكد حقيقة ما قالته الحكومة التركية في بيانها، حيث تحدث السيد "أبو أيمن" لموقع "ترك برس" عن الظروف المعيشية في مدينة مرسين التركية التي دخلها قبل سنتين، هاربًا من الحرب في سوريا، يتابع: "حتى اليوم لم نلاحظ ترحيل أي سوري من مرسين، ولا من غيرها، باستثناء أولئك الذين تشكك السلطات بوضعهم، فإنه يتم متابعتهم لمعرفة ماهيتهم، نحن هنا في مرسين أكثر من 250 ألف سوري، نعيش بشكل جيد، خاصةً بعدما منحونا أذونات العمل".
عدا عن أن الحكومة التركية تقدم رعاية لـ 270 ألف مواطن سوري تستضيفهم في 26 مركز إيواء مؤقت موزعين على 10 ولايات، وتقدم لهم فرص الاستفادة من الدعم النفسي والتعليم المهني والأنشطة الاجتماعية. أما السوريون المقيمون في خارج مراكز الإيواء فيتمتعون بصفة الحماية المؤقتة، ويستفيدون من الخدمات الصحية والتعليمية المجانية، وهنا تقول السيدة "تماضر" وهي نازحة من حلب إلى أنقرة برفقة خمسة أطفال: "تقدم تركيا الخدمات الصحية والتعليمية والغذائية لنا بشكل جيد، وهي بادرة طيبة جدًا، نحن شعب ذقنا ويلات الحرب، ووجدنا الجار التركي من أصدق شعوب العالم في التعاون والتعاطف معنا، بحكم الرابطة الدينية والإنسانية".
ولا يخفى على أحد أن تركيا تستضيف أكبر عدد من اللاجئين على مستوى العالم، كما يعد ذلك مؤشرًا واضحًا وصريحًا على التزام تركيا وبدقة بمبدأ عدم الإعادة، ومن غير الوارد تشجيع السوريين على العودة طوعًا إلى بلادهم أو إجبارهم على ذلك، وما سبق يؤكد قول وزارة الخارجية: "تركيا عازمة على مواصلة ضمان الحماية للسوريين الفارين من العنف وعدم الاستقرار السائدين في بلادهم، وذلك انطلاقًا من تمسكها بالتزاماتها في إطار القوانين الدولية".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!