كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام - ترجمة وتحرير ترك برس
إن الفكر السياسي في هذه الدولة، وخصوصا فكر الأحزاب المعارضة منقلب رأسا على عقب، فرأسه في الأسفل وأقدامه في الهواء، أذ ان هذه العصابات التي تطلق على نفسها اسم "المعارضة" وتعمل تحت طيف "الديمقراطية" والتنوع السياسي لا تتوانى عن الممارسات اللاقانونية من عمليات تنصت إلى تحضير التسجيلات "المفبركة"، في محاولات منها للانقلاب على الحكومة الشرعية المنتخبة.
معنى "السلطة" وتعريفه ومن هي "المعارضة" مصطلحات تداخلت واختلطت ببعضها البعض ولا بد من إعادة توضيح الأمور وبيان كل منها.
التنظيمات والأحزاب السياسية ومجموعة من المفكرين الذين يعملون بالوكالة عن القوى العالمية يكتسبون المشروعية من خلال تسمية أنفسهم "بالمعارضة" ولعب دور المعارضين، ولكن الحقيقية إن "السلطة" ومنذ زمن طويل هي حدث وحال عالمية، والسياسات الممارسة هنا هي سياسات محلية وما "رجب طيب اردوغان" إلا أحد ممارسي هذه السياسات المحلية المعارضة للسلطة والحكم العالمي، وهو الممثل الحقيقي "للمعارضة" فيما يمثل من لبسوا ثوب المعارضين الوجه الحقيقي للاستبداد والسلطة العالمية ومن يقوم بهذا الاستبداد ويمارس السلطة نيابة ووكالة عنها.
فالجماعات (الكيان الموازي) وحزب (العمال الكردستاني) وحزب (الشعوب الديمقراطي) وحزب (الشعب الجمهوري) ليسوا "جبهة المعارضة"، بالعكس تماما هم محاربون في صفوف "السلطة والاستبداد" العالمي.
في تركيا لا بد من قراءة كل شيء بالعكس، فجمعية الاتحاد والترقي والتي تعني "الوحدة" و "التقدم" كانت السبب في تقسيم وتجزئة وحدة الدولة العثمانية، لتحول بذلك دون أي تطور او ارتقاء.
واليوم وبشكل مشابه يخرج حزب" الشعب الجمهوري" ليفتت ويقسم ويبعثر الجمهورية التركية.
فكما قامت الجمعية التي تتسمى بالاتحاد بتطبيق السياسات الهادفة إلى بعثرة الإمبراطورية العثمانية، تتخذ العصابات التي تسعى إلى تفتيت وتقسيم الجمهورية من "حزب الشعب الجمهوري" اسما لها لتبعث بين الناس زورا الشعور بالأمان.
فصحيفة "جمهورييت" على سبيل المثال استندت وارتكزت على الأمان الذي يبعث بها اسمها (الجمهورية) لتقدم للشارع التركي محاربي حزب العمال الكردستاني، فخلف كلمة "الجمهورية" كانت الصحيفة تعمل على تمجيد وتقديس إرهابيي حزب العمال الكردستاني، وتقديمهم على أنهم محاربون ممن شاركوا في معارك التحرير أو في معركة تشاناك كالي.
ألم تكن الصحيفة التي تتخذ من شعار "تركيا للأتراك" على المنوال نفسه؟ ألم تتحول كلمة " تركيا للأتراك" لحصن منيع يختبئ خلفه عناصر حزب العمال الكردستاني؟ ألم تقم هذه الصحيفة وتحت شعار "تركيا للأتراك" بنقل عناصر حزب العمال الكردستاني إلى مجلس الشعب من خلال تقديمهم للشعب بطريقة مغلوطة؟
الأمر مشابه في الأشرطة المسجلة التي أنتجتها الشخصيات التي تتربع على عرش الأحزاب التي تدعي المعارضة، والتي تجعل من ممارسة المهام الرئاسية التي أوكلها الشعب لرئيس الجمهورية هي ممارسات "دكتاتورية" والتي حاولت جعل رجب طيب اردوغان الرئيس المنتخب من قبل الشعب "ديكتاتورا"، فيما يطلق اسم رئيس حزب على من يترأس الجماعات الانقلابية.
رئيس حزب الشعوب الديمقراطي والذي وصل إلى منصبه بفضل عناصر حزب العمال الكردستاني وبعد أن وافقت عليه عصابة جبل قنديل والذي يمارس اليوم نشاطه كـ “عضو مجلس شعب" لا ينفك عن الحديث عن مصطلح "الدكتاتورية".
فيما يرى بنفسه وبمن نصبهم حزب العمال الكردستاني أحد أوجه "الديمقراطية" وبشكل مشابه جماعة غولان التي تمارس ألاعيب لا أخلاقية تمثل الأشرطة المفبركة أحدها، ترى برئيسها ويراه كذلك شركاءه في عصابة المعارضة شخصية "مقبولة ومتسامحة" فيما يرون جميعا بالرئيس الذي نال على أغلبية أصوات الشعب "ديكتاتورا".
ما هذا الفكر إلا خلل عقلي وغيبوبة ذهنية، يتم فيها عكس وجه الحقيقة والتلاعب بالمعاني والألفاظ ومحاولات للحفاظ على اختفاء الحقيقة، وما هذا إلا ممارسات خائنة من وكلاء القوى العالمية لهدم وحدة الشعب ونسل وحدة النسيج الوطني.
أسوء ما في الأمر أن يتم التخفي خلف كلمات مثل " المعارضة"، "الديمقراطية"، "الوطنية" و "الجمهورية". ففيما يمارس هؤلاء الأعمال التي تحرق روح الجمهورية نراهم يتسترون خلف غطاء "الجمهورية" ويمارسون ألعابهم القذرة باسمها، لكن القناع قد سقط وبان وجه الحق وإن مازالت هذه العصابات تمارس أعمالها بجرأة وانعدام للحياء.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس