محمود عثمان - خاص ترك برس
عندما تجنح البشرية نحو العنف والحروب والقتل والسلب والنهب، وتسعى تركيا لإحلال السلام والمصالحة، وتمشي بالوساطة لفض الخلافات ونزع فتيل الحروب، فهي تستحق الشكر حقًا.
عندما تضرب الأنظمة الدكتاتورية جدرانًا من حديد على حدودها، وتفتعل المشاكل وترسل الإرهابيين، ثم تذهب تركيا لجهة تصفير تلك المشاكل، بفتح الحدود، وإلغاء تأشيرات السفر، والتعاون المثمر، فهي تستحق الشكر حقًا.
عندما تثور الشعوب على جلاديها، وتطالب بحريتها وكرامتها، فيتآمر عليها القريب والبعيد، والعدو والصديق، وتسد في وجوهها الأبواب، فتفتح تركيا أبوابها لهم على مصراعيها، فهي تستحق الشكر حقًا.
عندما تزهر بساتين الربيع العربي، فتعمل جميع القوى العالمية والإقليمية والمحلية على سحقها، ويتآمر عليها الشرق والغرب، ويتفقون على إجهاضها وقلبها خريفًا، بينما تحتضنها تركيا وتمدها بأسباب الصمود والثبات، فهي تستحق الشكر حقًا.
عندما يموت الضمير الإنساني، ويتحول البشر وحوشا ضارية، لا تأبه لفقير ولا تتألم لضعيف، ولا تكترث لمشرد وكسير، فتسرع تركيا لإغاثتهم هؤلاء ونجدتهم، فهي تستحق الشكر حقًا.
عندما تحتل تركيا الصدارة في مجال الإغاثة والمساعدات الإنسانية، فتأتي الثالثة عالميا في كمية التبرعات الانسانية، والأولى مقارنة بدخلها القومي، فهي تستحق الشكر حقًا.
عندما تستنكف الدول الغنية وتبخل المجتمعات المتخمة عن مد يد العون للفقراء والمحتاجين، وتحتل تركيا المركز الأول عالميًا، في أعمال الخير الإغاثة، فقد شملت مساعداتها 120 دولة حول العالم، فهي تستحق الشكر حقًا.
عندما يضاعف الأغنياء ثرواتهم، ويضيفون الملايين إلى ملياراتهم، ثم يبخلون بها على الفقراء والمحتاجين، وتكون تركيا الأولى في حجم التبرعات التي تقدمها سواء عن طريق المؤسسات الرسمية أو مؤسسات المجتمع المدني، حيث بلغت قيمة تبرعاتها عام 2013 أربعة مليارات و347 مليون دولار، فهي تستحق الشكر حقًا.
عندما يقف الاتحاد الأوروبي على شفير الانهيار، ويوشك الحلم الأوروبي أن ينقلب كابوسًا، ويصبح مشروع "الشنجان" في مهب الريح، بسبب بضعة آلاف من المهاجرين اللاجئين، بينما تحتضن تركيا الملايين منهم، فهي تستحق الشكر حقًا.
عندما انطلقت الثورة السورية سلمية مطالبة بالحرية والكرامة، وقابلها نظام الأسد القاتل المجرم بالرصاص وإطلاق النار على المتظاهرين السلميين، كانت تركيا أول من وقف مع تطلعات الشعب السوري، فقطعت علاقاتها بنظام الأسد بالرغم من بلوغها الذروة، فهي تستحق الشكر حقًا.
عندما ترجح تركيا المبدأ على المصلحة، فتصطف مع الثورة السورية وبقية ثورات الربيع العربي رغم خسارتها ماديًا، فهي تستحق الشكر حقًا.
عندما تختار تركيا الجانب الإنساني تجاه اللاجئين والمشردين، وتضعه فوق كل الاعتبارات، فهي تستحق الشكر حقًا.
عندما تستقبل تركيا اللاجئين والمشردين، وتفتح لهم أبوابها دون أن تسألهم عن انتمائهم العرقي أو الديني أو المذهبي، فهي تستحق الشكر حقًا.
عندما بحث ممثلو الثورة السورية عن منبر لشرح قضيتها، فلم يجدوا أمامهم سوى تركيا وجمعياتها وأوقافها ومؤسسات العمل المدني فيها، فهي تستحق الشكر حقًا.
عندما تحتل تركيا المرتبة الأولى في استقبال اللاجئين كمًا، وحسن معاملتهم - رغم بعض الشكاوى والسلبيات - كيفًا، فهي تستحق الشكر حقًا.
شكرًا تركيا شعبًا... شكرًا تركيا رئيسًا... شكرًا تركيا رئيس وزراء... شكرًا تركيا دولة... شكرًا تركيا حكومة... شكرًا تركيا منظمات مجتمع مدني... شكرًا تركيا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس