هاكان ألبيراق – صحيفة قرار - ترجمة وتحرير ترك برس
تناولت سابقا في إحدى مقالاتي مسألة المذهبية والطائفية. وقد تلقّيت بعدها انتقادات كثيرة. إحدى هذه الانتقادات كان يقول إنني مخطئ في عدم لعن الشيعة جملة.
في هذا الخصوص، فإنني أود توضيح وجهة نظري – التي وضّحتها سابقا في صحيفة مستقلة - مرة أخرى بشكل صريح أكثر.
أنا أدين وأنتقد بصرامة كل من يسبح في فلك الدولة الإيرانية ومرشدها الخميني والمنسق العام لدائرة الإفساد والفتنة قاسم سليماني (وميليشيا حزب الله اللبناني، وميليشيا الحشد الشعبي في العراق، ونظام الأسد في سوريا، والمليشيات الحوثية الإرهابية في اليمن). ألعن كل إفسادهم وسيئاتهم. لا أستثني منهم أحدًا.
ثم يسألون غاضبين: "لماذا لا تشير إلى أن هذه الشرور والمفاسد مستمدة من العقيدة الشيعية الرافضية؟ لماذا تقول نظام خامنئي بدل النظام الشيعي؟ لماذا لا تتناول موضوع التشيّع بصراحة؟ لماذا لا تلزم أعداء أهل السنة هؤلاء من الشيعة وتعرّفهم حدودهم بشكل واضح وصريح؟".
لا أستطيع الحديث بهذا الشكل...
لا أستطيع التصرّف هكذا...
لأنني لست كذلك...
لتوضيح الامر وإخضاع الأمر للنقاش لا أجد مفرا من استخدام مصطلحات وتعبيرات مثل "سني" و"شيعي" رغبت أو لم أرغب بذلك.
لا بد من الإشارة بشكل صريح إلى أن إيران استخدمت التشيّع سعيا نحو مطامع توسعية واحتلالية ليس من أجل قضية الإسلام، بل من أجل نشر التشيّع، وقد أضحى الكثير من الشيعة آلة للفتنة والقتل عبر انقيادهم لهذه الدولة.
وكذلك أعبّر عن مدى تضرر ومعاناة أهل السنة في العراق وسوريا من ذلك.
ولكنني أشعر بالحاجة إلى تأكيد أنني لست ممن ينساق خلف الشعارات الحماسية دون تمحيص، فأنا أؤكد كذلك لعني ورفضي لكل أفعال تنظيم القاعدة ومشتقاته (لا سيما مجموعة البغدادي) والتي تُرتكب باسم أهل السنة والمذهب السني.
تاريخ نظام "ولاية الفقيه" موجود ضمن "دار التقريب"، وكذلك فإن دعوات التقارب بين المذاهب والطوائف غدت أكثر من السابق، ولكن أكثر صعوبة.
وحتى لو لم نصل إلى مرحلة معرفة ورؤية ذلك تماما، إلا أنه يحدوني الأمل في إنهاء الصراع المذهبي عبر مقاربات ومقترحات براغماتية.
***
حتى لو شعر سني تجاه شيعي، أو شيعي نحو سنيّ بالكراهية أو الجفاء، وحتى لو نظر إليه ككافر، فإنه من مصلحته ومصلحة الأمة الإسلامية كلها أن يمتنع عن الاشتباك معه أو قتاله.
هذه النظرة وهذه البصيرة لا بد وأن تحكم من جديد إن شاء الله عاجلا أو آجلا.
أقول "من جديد" لأننا عشنا هذه الحالة كثيرا عبر التاريخ.
في الحروب الطائفية قطعنا رؤوس بعضنا، ولم نأل جهدا في ترديد شعارات وأقسام الانتقام في كل محفل إلى يوم القيامة، لكن الحرب كانت تنتهي في كل مرة بشكل أو بآخر، وجاءت فترة السلام الممتدة لقرون.
وهذه الحرب الحالية، ستنتهي بكل تأكيد.
ولإنهائها، ينبغي إلزام إيران بتغيير سياساتها، وهذا يمر عبر إيقاف وتراجع كل الأذرع والمليشيات الإيرانية عن الإفساد في كل ربوع العالم الإسلامي.
هكذا يجب أن يكون، وأنا لتحقيق ذلك أبذل وسعي في إطار عملي ومهنتي.
ولكن لا يمكن غض الطرف في أثناء القيام بذلك، عن كل ما يقع على جيراني من الشيعة أو العلويين في أموالهم وأنفسهم وأعراضهم، أو عن مساوئ وأفعال تنظيم البغدادي وما يثيره، أو عن الخطابات المستغربة من بعض الشيوخ والدعاة الذين يُظن بهم للوهلة الأولى أنهم معتدلون.
الخلاصة: أخي أنا لست طرفا في الحرب الطائفية!
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس