بكر هازار – صحية تقويم – ترجمة وتحرير ترك برس

منذ أكثر من سنة وأنا أكتب أن العلاقات التركية الأوروبية في طور التقارب وأن رفع الفيزا عن تركيا بات أمرا قريبا، لكني في مقابل تلك الكلمات والأسطر القليلة تعرضت لكثير من السخرية، حتى أن أحدهم كتب لي "في أحلامك سترفع أوروبا فيزتها عن تركيا". في نفس الوقت ما زلنا نرى تركيا مستمرة في تطورها وارتقائها في المجال الاقتصادي رغم كل الصعوبات والأزمات التي تواجهها من الإرهاب الداخلي والخارجي، وفي الوقت الذي تعاني فيه دول العالم من أزمات اقتصادية لا زلنا نرى تركيا صامدة، حتى أن آخر التقديرات قالت إن تركيا ستحتل المرتبة الثانية عالميا في التطور الاقتصادي لهذا العام. في مقبل كل هذا نرى أطرفا كثيرة منزعجة ومتضايقة من فكرة رفع الفيزا عن تركيا، وظهر ذلك واضحا فيما نشرته صحف لندن عن الموضوع.

لماذا تهتم إنجلترا بدخولنا إلى الاتحاد الأوروبي وهي تعتزم في الوقت نفسه الخروج منه؟ لماذا لا يريدون مشاهدتنا ونحن في الاتحاد الأوروبي؟ على نفس اللحن والإيقاع سمعنا ما صرح به وزير الخارجية الروسي في أوروبا "تسعى تركيا إلى إعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية، وإلا فما معنى كل تحركاتها التي تصب في هذا الإطار؟" ثم أضاف "كما نعلم جيدا ما هي مخاطر الإمبراطورية العثمانية التي يصبون لها من جديد". في تلك الأثناء كانت ثالث أكبر نقابة في إنجلترا تنظم لحملة في البرلمان الإنجليزي من أجل توقيع عريضة ترفض التواجد التركي في الاتحاد الأوروبي، وكانوا يعملون في نفس الوقت في حملة ضخمة من أجل دعم أوجلان!

في إنجلترا نفسها تقوم قناة البي بي سي الشهيرة بنشر أخبار كاذبة تتهم فيها المعارضة المعتدلة بارتكاب مجازر ثم يتراجعون عن ذلك الخبر فيما بعد بإعلام مقتضب، لماذا يكذبون في حق المعارضة المعتدلة المحاذية للحدود التركية؟ ولماذا يهمزوننا بكلمات وقحة كلما فُتح موضوع رفع الفيزا عن تركيا قائلين "ما موقعكم من إعراب أوروبا وما شانكم بها حتى تدخلوا اتحادها؟" كيف تتغير الحرية عندكم بتغير الجغرافيا؟ ولماذا استهدفتم عضو البرلمان الذي قال "إذا نقلنا إسرائيل إلى أمريكا فإننا سنحل أزمة فلسطين؟" وما الذي يفعله جنودكم في مخيمات حزب العمال الكردستاني على الحدود التركية؟ أما الحقيقة الكبيرة هنا: فهي أنهم وغيرهم كثير من الدول ما يزالون يحاولون عبثا إعادة السيطرة على أنقرة بكل الطرق المتاحة من غير أي خجل أو وجل. وفي هذا الموقف أرى توافق حالنا مع ذلك التعبير المهم الذي مر في إحدى حلقات "صراع العروش" من الموسم الثالث حين قال أحدهم واصفا الفوضى "إن الفوضى ليست كما يعتقد البعض بأنها ثقب اسود، وإنما هي سلم يتسلقه البعض من أجل أن يصل إلى حيث يريد".

لم تخطئ كلمات ذلك الوزير اليهودي المدعوم من فراعنة المال بالأموال الطائلة عندما أجاب على سؤال صحفي النيويورك تايمز وقال إن أفضل حل لإسرائيل هو استمرار حالة الفوضى واللاحل. فأصحاب العرق الأبيض يريدون أن يسيروا على جثث ضحاياهم وهم يمهدون طريقهم بالدولارات قائلين نعم للإرهاب، ليكون هو السلم من أجل السيطرة على أنقرة. فأنقرة وبعد 100 سنة من حربها ضدهم تشهد هذه الأيام معارك ضارية من أجل تخليص العالم من ذلك السلم الذي يتم إنشاء درجاته من جثث وأجساد المدنيين ضحايا الإرهاب.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس