بكر هازار – صحيفة تقويم - ترجمة وتحرير ترك برس
بدأ بعض نوابنا حملة من أجل تعليق رواتب العائلة العثمانية. في حين اعترض البعض منهم. وهناك من تحدث عن العمل الذي يقومون به في هذا البلد. يبدو بالنسبة إلي أن رد فعلهم تجاه تلك الحملة طبيعي جدًا. لأن الإنكليز الذين قضوا على الإمبراطورية العجوز على امتداد قرن من الزمن لم يخرجوا من هذا البلد أبدًا. وكيف سيخرجون؟ وقد أنشأوا جيلاً من الشاتمين لتاريخهم من خلال نظام تعليمي وضع من قبلهم.
وبما أنهم تمكنوا من إيجاد آلاف المتعاونين في تلك الحقبة من أجل القضاء على العثمانيين، فإن الوصول إلى مئات الآلاف حاليًا كجزء من 100 عام من التعليم لن يكون صعبًا بالضرورة.
يحتفل هؤلاء المتعلمون الذين أبدوا رد فعل تجاه العثمانيين والأسرة العثمانية اليوم بعيد ميلاد الملكة الـ 90 في بريطانيا. وبينما يصب البعض جام غضبهم على العثمانيين في وسائل الإعلام، انظروا إلى ما كتبوه البارحة من أجل الملكة في الإعلام البريطاني: في اقتباس من صحيفة الديلي تلغراف البريطانية "إن الملكة إليزابيث... هي بمثابة الأم لهذه الأمة لأنها توفر الحماية لنا ولمعتقداتنا... كما نجحت في إخراج العائلة المالكة من سنوات صعبة بفضل وعيها بالمهمة التي قامت بها خلال سنوات الحرب... ولعل حقبة الملكة إليزابيث المحتفلة بعيد ميلادها الـ 90 هي العصر الذهبي في تاريخ المملكة. عيد ميلاد سعيد لفخامتها...". وبالنسبة إلى هؤلاء الراغبين في الصراخ بأعلى صوتهم بـ"فخامتها" والمشاركة في عيد ميلاد الملكة الـ 90، يوجد الكثير من الأشخاص المتألمين في هذا البلد. بالإضافة إلى وجود كتابٍ لنا ذرفوا الدموع من أجل الإنكليز الخاسرين بعد معركة جناق قلعة بقولهم "كم كان جميلًا قدوم الحضارة إلى أبوابنا". وبالمقابل أخذ هؤلاء المالئين زواياهم الصحفية بالحديث عن إحضار رجال من خارج البلد وتغريب الشعب بالتجول بحرية في أراضي هذا البلد وأصبحوا أثرياء.
أي أن أحفاد هؤلاء سيهاجمون العثمانيين ومحبيهم بعد 100 سنة أيضًا. لأن أحفاد عائلة فؤاد وعوني باشا الذين لجؤوا وعملوا لدى الإنكليز في العصر العثماني لن يتراجعوا أبدًا. وكما قسموا الإمبراطورية العثمانية التي امتلكت أغنى أراضي العالم في البلقان والشرق الأوسط وإفريقيا، عن طريق معاونين لهم في الداخل سابقًا، يعملون بعد 100 عام على نهب هذه الأراضي. وتوجيههم لقيادة انقلابات وحروب واضطرابات وإرهاب في أراضي الإمبراطورية العثمانية من خلال إغرائهم بملايين الدولارات الغارقة بالدماء والدموع. وفي تقرير نشرته مؤسسة بحثية تدعى منظمة النزاهة المالية العالمية في واشنطن عام 2010 اكتفت خلاله بالحديث عن إفريقيا. تضمن أرقامًا مخيفة عن أموالٍ تقدر بـ 854 مليار دولار سحبت بوسائل غير مشروعة من أفريقيا ما بين عامي 1970- 2008. ويتوقع أن هذه الأرقام قد بلغت 2 ترليون دولار حاليًا. وفي تقرير آخر نشرته جامعة ماساتشوستس في عام 2008 تحدث عن تهريب 607 مليار دولار من 40 دولة إفريقية خلال السنوات 30 الأخيرة. و227 مليار دولار مجموع ديون تلك الدول في الفترة نفسها. وإيداع تلك الأموال المهربة عن طريق الانقلابات والحروب والاضطرابات والإرهاب في جزر صغيرة إنكليزية كمراكز لتبيض الأموال، ونقلها أيضًا من تلك الدول إلى مراكز مالية في لندن ونيويورك. وتزامن ذلك مع نشر هؤلاء اللصوص وبدون خجل وثائقيات عن المجاعة في إفريقيا على شاشات التلفزة وإعطائهم دروسًا في الإنسانية. كما تحدثت الأسبوع الماضي عن قيام المملكة العربية السعودية وحدها بإيداع 750 مليار دولار في أمريكا.
كانت هذه الأموال التي تم الحديث عنها أموالًا أودعت بوسائل رسمية. بالإضافة إلى وجود ترليونات الدولارات التي سحبت بوسائل غير شرعية من الشرق الأوسط ونقلت إلى جزر بريطانية. في حين لم ينهب العثمانيون جميع هذه المناطق بل جلبوا العدل لها. وعلى العكس من ذلك بذلوا جهودًا من أجل توفير الرفاهية للجميع دون تمييز عرقي أو ديني أو لغوي. بالإضافة إلى نهب هؤلاء اللصوص جميع الأراضي التي دخلوا إليها بعد خفض مساحة أراضي الإمبراطورية العجوز من 11 مليون إلى 783 ألف و562 متر مربع في لوزان. والإبقاء على أدوات الإرهاب والمتعاونيين معهم داخل تركيا حامية شعوب المنطقة. ووضع نظام تعليمي، وتخريج أجيال من الشاتمين لأسلافهم، ومحبي اللصوص من داخلنا. وكذلك حشد مذيعين يصيحون بأعلى صوتهم متسائلين عما يفعله أفراد العائلة العثمانية الذين يعيشون في فقر داخل هذا البلد، مقابل تبجيلهم فخامة الملكة البريطانية التي تدير ثروة تقدر بترليون دولار، وتصرفها بصكوك ملكية ثلثي أراضي الدولة. ولكننا لسنا مضطرين إلى استيعاب هؤلاء المعتدين من الخارج مع استمرار صراخهم عن كونها أكبر من خمس العالم، وأنها صوت المظلومين في مناطق تحولت إلى بحيرات من الدماء ونهبت، وشكواهم على أسلاف تركيا الجديدة. كما لن نضطر أيضاً إلى استيعابهم داخلنا. لأن 100 سنة من آثار "فخامتها" لا يمكنكم إزالتها في يوم واحد.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس