بكر هازار - تقويم - ترجمة وتحرير ترك برس
بدأت العديد من الحقائق الخفية بالظهور تباعًا بعد حادثة تفجير جمال الحارس لسيارة مفخخة في مدينة الموصل العراقية.
جمال الحارس هو عضو في تنظيم داعش واسمه لحقيقي رونالد. وهو بريطاني وساكسوني الأصل. كان في أفغانستان سابقًا. بقوله "أنا مسلم" انضم لتنظيم القاعدة هناك. بعد ذلك اكتُشِف أنه عميل للمخابرات البريطانية وأُودِع في السجن. في غارة للقوات الأمريكية الخاصة على ذلك السجن التابع لتنظيم القاعدة نُقِل العميل رونالد إلى سجن غوانتانامو. على مدى شهور عديدة، بذلت وزارة الخارجية والاستخبارات البريطانية جهودًا كبيرة من أجل الإفراج عن عميلها. وبعد إقناعها من قبل وزراة الخارجية البريطانية أفرجت القوات الأمريكية عن العميل رونالد. وبعد عودته إلى بريطانيا حصل على ما قيمته 1.5 مليون جنيه إسترليني كتعويضات من الحكومة البريطانية.
كان من الواضح جدًا أن هذا الرجل هو عميل للاستخبارات البريطانية، وكُشِف أمر لندن في هذه القضية. لو لم يكن هذا الرجل عميلا فإنه لن يتم إعطاء تعويضات لشخص كان عنصرًا في تنظيم القاعدة ودخل سجن غوانتانامو حتى لو كان بريئًا. ولكن عندما يكون عميلًا ما الذي يحدث؟ سيحصل على تعويضات بسبب معاناته من أجل دولته.
بعد حصوله على مال التعويضات سافر رونالد مجددًا، ولكن هذه المرة إلى مدينة الموصل، حيث قام بتفجير سيارة مفخخة باسم تنظيم داعش. أفادت المخابرات البريطانية أن رونالد قتل في التفجير. لا نعرف حقيقة ذلك لأنه لا توجد أمامنا جثة له.
لماذا تعطي الحكومة البريطانية المال لشخص كان عنصرًا في تنظيم القاعدة؟ وأكثر من ذلك، لماذا بذلت الحكومة البريطانية ما بوسعها للإفراج عن عنصر تم القبض عليه في مخيمات القاعدة وأودع في سجن غوانتانامو؟. هناك العديد من الأسئلة التي وجهها الشارع العام في بريطانيا إلى الحكومة ومنها "لماذا كل هذا الجهد من أجل الإفراج عن هذا الإرهابي؟ ألا يشكل إحضاركم له إلى هنا تهديدا لدولتنا؟". إجابة على ذلك، أفاد وزير الخارجية البريطاني بأن رونالد "لا يشكل تهديدًا لبريطانيا". وهذا ما يفيد بصورة أخرى بأنه "كونوا مطمئنين، هذا الرجل رجلنا". بعد ذلك، ذهب هذا الرجل إلى الموصل ليكون أداة موت للكثيرين بتفجيره سيارة مفخخة تابعة لداعش. قالوا إنه مسلم واسمه جمال الحارس، ولكن جيناته ساكسونية مئة بالمئة واسمه الحقيقي رونالد. ولقبه "فيدلر" وتعني"الماكر".
هكذا تتم الأمور، يدفعون بالماكرين إلى الواجهة، يدخلون بيننا ويدفعوننا إلى سيل من المواجهات والإرهاب. هذا هو منهج الماكرين دائما. وهناك العديد منهم في منطقتنا المخضبة بالدماء. وفيما يتعلق بذلك، أدلى مدير قاعدة السي أي إيه في تركيا جيرلاد بتصريح تم نشره على قناة إيه خبر الأسبوع الماضي قال فيه: "تركيا دولة قوية، وبحكم موقعها الاستراتيجي هي دولة مهمة جدًا، لذلك يحتشد هنا العديد من عملاء استخبارات دول ألمانيا، وبريطانيا، وفرنسا وإسرائيل". وفي تصريح لصحيفة حرييت عام 2012 قال جيرلاد: "يوجد في تركيا حوالي 50 مدير رفيع المستوى لوكالات الاستخبارات الأجنبية". لم يقل 50 عميل استخباراتي وإنما قال 50 مدير وكالة استخبارات وهذا يعني أن عدد عملاء الاستخبارات قد يكون بالآلاف.
لو قمتم بتحليل الأحداث التي تجري في المنطقة و نظرتم إلى الأطراف التي تنتقد الدولة التركية في المحافل الدولية وتحاول انتهاز جميع الفرص لمهاجتمها. فإنكم ستفهمون كل شيء. ما زلنا نتذكر إعلانات "نبحث عن من ينتقد تركيا من الأتراك" في بريطانيا في خضم أحداث غيزي بارك. من يعرف من هم عناصر الاستخبارات التابعين لمدراء وكالات الاستخبارات الأجنبية أولئك في تركيا؟ وعلى ماذا يحصلون مقابل خدماتهم؟. لا نعرف من هي العناصر المحلية التي تساعد عناصر الاستخبارات الأجنبية الذين تم إلقاء القبض عليهم خلال محاولتهم إرسال عناصر لتنظيم داعش.
هناك نظام أنشأته الأطراف الخارجية التي تدير دولتنا بتنصيب الأشخاص من الخارج على مدى الـ100 سنة الماضية. وحتى أنها كانت تدفع رواتب عناصرنا الاستخباراتية من على بعد آلاف الكيلومترات على مدى سنوات طويلة. اليوم هناك كفاح من أجل تغيير هذا النظام و تغيير الدستور الانقلابي الذي وضعوه لنا. لا تنظروا إليه ككفاح من أجل أردوغان، إنما هو كفاح من أجل مستقبلنا ومستقبل أطفالنا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس