بكر هازار - صحيفة تقويم - ترجمة وتحرير ترك برس*
ليكن حزب العمال الكردستاني أو لتكن داعش... أو غيرهما. فكل التنظيمات الإرهابية لعبة بيد الغرب وسنظل مثل الذي يطحن الماء ما لم ننظر إلى تفجيرات إسطنبول من هذا المنطلق.
في الأسبوع الفائت التقينا في باريس مع جيم روجرز أحد أغنياء العالم. روجرز بدأ حياته بتجميع العبوات الفارغة من الأزقة إلى أن التقى مع سوروس الذي يعمل لحساب العائلات الحاكمة ومن أجلهم ينشر الفوضى في الدول المختلفة، فلقاؤه مع سوروس حقق له أرباحًا وثروات هائلة. روجرز كان قد قال "إن تركيا تتعرض للهجمات الإرهابية لأنها لم تنفذ رغبات الغرب، ويتم مهاجمة أردوغان في الإعلام لأنه لم يقل (نعم) للغرب". وأوضح أن الولايات المتحدة هي المؤسس لداعش وهي كذلك من يمدها بالسلاح.
اليهودي أرون روسو الصديق المقرب من عائلة روكفيلر قال: "قبل 11 شهرا من أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر كان قد وجهت لي عائلة روكفيلر دعوة وقالوا في اللقاء إن حدثا مهما جدا سيقع في المدى القريب وستدخل الولايات المتحدة على أثره إلى أفغانستان والعراق"، بمعنى أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر هي أكذوبة ولعبة وفخ. أرون روسو وبعد هذا التصريح بفترة قصيرة وُجِد ميتا. عائلة روكفيلر كانت قد قالت لروسو في ذلك اللقاء "إن الولايات المتحدة لن تحقق أي انتصار في أفغانستان أو العراق وأنها ستحقق الأرباح من الفوضى التي ستستمر".
إن الذي وضع أساسات داعش ونماها وغذاها هو هذه العقلية وأصحاب هذا الفكر. فكل وكالات المخابرات الغربية بما فيها روسيا تملك أسهما في داخل المنظمات الإرهابية. ففي إحصائية جديدة 50 ألف أجنبي قد قتل حتى اليوم على أراضي سوريا. وأترك لك تقدير أعداد من على قيد الحياة منهم وخيال المهمات التي يقومون بها والأهداف التي يسعون إليها. ففي حين تستطيع تركيا التخلص وبأيام معدودة من 1000 من الإرهابيين في مدينة نُصيبين، لم تنتهي العمليات المستمرة منذ أعوام وباستخدام كل الوسائل الممكنة من سلاح الأرض والجو ضد داعش المتواجدين في الفلوجة. هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي تعلن البارحة أن عدد نشطاء داعش المتواجدين في الفلوجة يقارب الـ1000 عنصر. هذا هو الغرب الذي جعل من حفنة من الإرهابيين حجة له ليسرح كما يحلو له في الفلوجة وما زال يعمل على إطالة مدة بقائه هناك. إن إطالة مدة بقاء الغرب في الفلوجة لن يسفر عن تحقيق نجاحات وانتصارات ولكنه سينتج فوضى بشكل أو بآخر هذه الفوضى التي ستكون أرباح وثروات عائلات معينة. فسوروس شريك جيم روجيرز يطلق على الفوضى في الشرق الأوسط اسم "حروب الاموال".
تركيا ولأول مرة منذ أعوام طوال تقول "لا" بوجه الغرب. ولذلك نرى أن ألمانيا وإنجلترا ودول أوروبا الأخرى تكاد تصاب بالجنون والولايات المتحدة تتقطع من الغيظ. فجميعهم يساندون حزب العمال الكردستاني دون خجل أو حياء. ويعقدون الاجتماعات ويعدون العدة ليضيفوا قضية الأرمن إلى الحكاية وليلعبوا "كرت الأرمن". فأوروبا التي تجني من أفريقيا وحدها ما يربو عن 300 مليار دولار تقف بوجه تركيا التي لا تزيد عائداتها عن العشرين مليار. في القريب ستتمكن تركيا من فتح مصانع وشركات في أفريقيا وسترتفع عائداتها إلى الخمسين مليار، وسينافس المطار الثالث الذي تم تحضيره لاستقبال 160 مليون مسافر سنويا والذي من المفترض تسليمه في القريب مطار فرانكفورت ومطار لندن اللذين يستقبلان 60 مليون مسافر سنويا. خطوط الطاقة وخطوط نقل الغاز وقطاع الإنشاءات والعلاقات الطيبة التي تجمع تركيا مع شعوب المنطقة والشعوب الأفريقية تثير الحقد والضغينة عند البعض؛ فكل الخبراء الاستراتيجيين في كل أنحاء العالم يصرحون بأن "تركيا ستغدو بين الدول العشرة الأكثر تقدم اقتصاديا في العالم".
في هذا الشهر سنعرف قرار إنجلترا بالبقاء أو الانسحاب من الاتحاد الأوروبي. ويبدو أن أعداد المؤيدين "للانسحاب" من الاتحاد الأوروبي في ازدياد مستمر، البارحة الإعلام الإنجليزي ترك كل أعماله لينشر "إن لم ننسحب فالأتراك سوف يستولون علينا". فحتى في إنجلترا الخوف من الأتراك يستخدم في التأثير على الأصوات الانتخابية في الاستفتاءات. صحيفة التايم تكتب مقالة وتعنونه بـ"تركيا حصان طروادة الذي يهدد الاتحاد الاتحاد الأوروبي". ويتباكون ويقولون "إن أردوغان يحضر فخًا ويحاول الإيقاع بنا"، ويصرخون "إن مساندة انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي هو خيانة لإنجلترا". فهم يقولون إن خروج إنجلترا من دول الشنغن لن يحول دون انضمام تركيا ويدعون أن أردوغان يساند استراتيجية تهدف لأسلمة أوروبا.
الخوف الذي في قلوبهم يجعلهم يتحسسون من كلمة "الفتح" التي استخدمها رئيس الجمهورية في كلمته خلال الاحتفالات بفتح إسطنبول ويجعل الرعب يسيطر عليهم لمجرد أن "أردوغان سوف يتحدث في مراسم جنازة محمد علي كلاي". أمامنا الغرب هذا وأمامنا كذلك حزب العمال الكردستاني الذي أعلن: "نحن في تواصل مباشر مع الولايات المتحدة وإنجلترا". نحن وجها لوجه مع واشنطن التي تعمل مع حزب العمال الكردستاني في سوريا تحت مظلة وحدات حماية الشعب. أما الموقف المخجل الذي يتبناه الانهزاميون في تركيا وقولهم "نحن ننكمش إلى الداخل" يجعل الغرب يحيا بجنون العظمة.
الموت في سبيل سادة الأعمال بالوكالة وفي سبيل آغاوات الانتداب أو التغريد على لحن الشراكة مع الجهات الأجنبية أو غيرها لن يقف في وجه تركيا التي تنمو وتكبر.
* المقالة الأصلية نُشِرت تحت عنوان "خوف!"
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس