حسين غولارجا - صحيفة ستار - ترجمة وتحرير ترك برس
عشنا خلال الساعات الماضية، تفجيرات حدثت في وزنجيرلار في إسطنبول، وفي ميدات التابعة لولاية ماردين، وهذه التفجيرات تعتبر نذير موجة جديدة من الإرهاب في المدن، حيث بدأ العمال الكردستاني بالتوجه نحو المدن بعد هزيمته في الأنفاق، ونحن الآن نعيش حالة حرب حقيقية، وكل طرف يختار الجبهة التي يريد القتال معها.
كانوا يهدفون من أحداث غزي بارك، وما تلاها من نشر للمخاوف تحت شعار "اردوغان والعدالة والتنمية لن يستطيعوا إدارة البلاد"، ومحاولة حبك المؤامرات، كانوا يهدفون من كل ذلك الى اخضاع تركيا، واردوغان تحدث عن تلك الأحداث بأنها تتم بناء على أوامر من "جهات عليا"، ويقصد بها جهات خارجية، وهذا ما أغاض العديد ممن انضم لهذا الحراك الفوضوي، واعتبروا حديث اردوغان مجرد خيالات.
في اليوم الأول من رمضان، قام أردوغان باستضافة أقارب الشهداء من ضحايا الإرهاب على الفطور، وتحدث بأنّ "من يسعى إلى اخضاع تركيا باستخدام الإرهاب، سيفشل"، وهو يقصد بذلك من يُصدر التعليمات لهذه المنظمات الإرهابية للقيام بأعمال تخريبية. وقد تحدث اردوغان في ذكرى فتح إسطنبول ال 563 بصورة واضحة وصريحة لم يسبق أنْ تحدث بها أي رئيس جمهورية في تاريخ تركيا، حينما قال:
"كونوا واثقين بأنّ محاسبتنا على فتح إسطنبول لم تنته منذ 563 عاما، وما دام الأذان يرفع في سماء إسطنبول، فلن ينتهوا من ذلك، ولذلك يستخدمون منظمات إرهابية وانفصالية، وهذا ليس من أجل مصالح أخوتنا الأكراد ولا من أجل مصلحة المنطقة، وإنما من أجل الانتقام منا لقيامنا بفتح إسطنبول".
ومهما حاول البعض التقليل من نظرية المؤامرة وتدخل القوى الخارجية واستخدامها المنظمات الإرهابية، لكن الهدف المشترك والواضح، هو أنّ هذه الجهات تريد "تركيا خاضعة لهم"، فلماذا تساعد أمريكا حزب العمال الكردستاني؟ ولماذا استخدم الجنرالات الأمريكان خارطة تقسيم لتركيا في 2006 أمام حلف الناتو؟ هذه الخارطة التي تسببت بترك الجنرالات الأتراك القاعة، كانت تشير إلى اقتطاع 18 محافظة تركية وضمها لكردستان، وقد رُسمت بناء على تقسيم العراق إلى ثلاثة أجزاء، جزء للعرب السنة، ودولة للعرب الشيعة، وثالثة لكردستان.
ولماذا تقوم ألمانيا، الصديقة التاريخية لنا، بوصف ما جرى للأرمن بأنه "إبادة جماعية"، في الوقت الذي نقوم فيه نحن بمواجهة الإرهاب، ونمر بظروف صعبة؟ وإذا كان الحديث عن استخدام الجهات الخارجية لهذه المنظمات مجرد قصص خيالية، فلماذا تجتمع إسرائيل وامريكا والاتحاد الأوروبي وروسيا وإيران ضد تركيا؟
نعم، منذ أحداث غزي بارك، والقوى الخارجية النافذة تسعى لتغيير نظام الحُكم في تركيا، والذين تحدثوا عن ضرورة إزاحة اردوغان من أجل تشكيل حكومة توافقية بعد انتخابات حزيران، كانوا يسعون إلى ذلك أصلا منذ احداث غزي بارك، والأمر لم يتوقف عن ذلك الحد، بل خانوا الدولة التركية وعملوا محاولة انقلاب فاشلة في الفترة بين 17-25 ديسمبر، وبعد ذلك حاولوا من خلال صناديق الاقتراع، في الانتخابات المحلية وانتخابات رئاسة الجمهورية، واجتمعت كل القوى الإعلامية التابعة لجماعة فتح الله غولن ولحزب الشعب الجمهوري وللمعارضة من أجل التأثير على انتخابات 7 حزيران، وبذلك تجاوز حزب الشعوب الديمقراطي نسبة الحسم، ولولا حسم أردوغان، لحققت الجهات الخارجية أهدافها.
يعملون الآن على استخدام ما تبقى بيدهم من أوراق، وذلك من خلال توظيف أعمال إرهابية ضد الإنسانية للتأثير على تركيا، متسببين بمقتل مدنيين، ويريدون من ذلك إخضاع تركيا، وهم يقومون بتلك الأعمال القذرة في الخفاء، ويخرجون على العلن ليعلنوا عن حزنهم العميق لضحايا أعمالهم.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس