حسين غولارجا – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس
أصدر رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو، الذي ما يزال يبدو في صفوف حزب العدالة والتنمية، بيانًا اعتُبر بمثابة "توصيات واستنتاجات" موجهة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
داود أوغلو كان أول شخصية شغلت منصب رئيس الوزراء ورئيس حزب العدالة والتنمية بعد أن أصبح أردوغان رئيسًا للجمهورية.
منذ فترة طويلة هناك أحاديث عن اعتزام وزراء ونواب ورؤساء بلدية سابقين في حزب العدالة والتنمية تأسيس حزب جديد، لأنهم لم يُرشحوا في الانتخابات الأخيرة.
إصدار داود أوغلو بيانه المذكور يشير إلى أن شارة البدء اُطلقت. يرد اسم الرئيس السابق عبد الله غول ونائب رئيس الوزراء السابق علي باباجان في الحزب الجديد.
سنرى من سيلعب دور "مرال أقشنر"، التي انشقت عن حزب الحركة القومية، في حزب العدالة والتنمية، من بين الأسماء الثلاثة المذكورة.
لا أحمل انتقادات داود أوغلو على محمل الجد، ليس لأن ما قاله لا يحتوي على نواحٍ صحيحة، وإنما لأسباب أربعة.
أولًا، أول ما يخطر على البال هو أن داود أوغلو ينتقد أردوغان في كل شيء، لكن لا يوجه أي انتقاد لولايته في وزارة الخارجية. انهار "العمق الاستراتيجي" الذي ابتكره، تمامًا في مواجهة الحقائق في سوريا ومنطقتنا، إلى درجة لا يريد أن يذكره على الإطلاق.
ثانيًا، هو شخصية سياسية تصرفت بلا وفاء. كان أكاديميًّا، فأصبح سفيرًا، ثم استلم حقيبة وزارة الخارجية، ولاحقًا وثق به أردوغان وجعله رئيس حزب العدالة والتنمية والحكومة. والآن يتصرف وكأن شيئًا لم يكن، هذا ما لا يقبلبه ضميري.
ثالثًا، لا أحمله على مجمل الجد لأنه أثبت أنه سياسي لا يمكن الوثوق به في مقابل الثقة الممنوحة إليه.
كما تذكرون، عقب اجتماع للحزب في 5 مايو/ أيار 2016، قال "سأواصل علاقتي الوفية لرئيس الجمهورية حتى آخر نفس ألفظه".
منذ ذلك اليوم وهو يشارك في فعاليات ويحضر اجتماعات لمعارضة أردوغان. في الأوقات الحرجة لم يقف إلى جانب أردوغان، شأنه في ذلك شأن عبد الله غول.
رابعًا، مرال أقشنر ومن معها كانوا يتظاهرون بانتقاد زعيم حزب الحركة القومية دولت باهجلي رغم أنهم كانوا في قيادة الحزب ولهم نصيب من سياساتها، وهكذا قسموا الحزب.
وعلى غرارهم، رغم أن داود أوغلو والآخرين لعبوا دورًا كبيرًا في وضع سياسيات حزب العدالة والتنمية إلا أنهم يتظاهرون بانتقاد أردوغان ويسعون لتقسيم الحزب.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس