بكر هازار – صحيفة تقويم - ترجمة وتحرير ترك برس
نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الأسبوع الماضي خبرًا مثيرًا للاهتمام.
مستهدفة المملكة العربية السعودية والوهابية للمرة الأولى بشكل واضح. كما طرحت فيه تصدير الوهابية الإرهاب إلى العالم. ولكن الوهابية لم تكن موجودة قبل 150 عام. فقد أسسها الإنكليز من أجل تجزئة الدولة العثمانية.
أما الآن فقد ألحقت داعش ومعتقداتها بالوهابية. دون أن يتفوه أحدٌ بكلمة عن المؤسسين الإنكليز. أي أنهم أسسوها، وأعجبوا بها، وعملوا على تنميتها وفيما بعد عاقبوا المتعاونيين. في حين أظهروا العصا تجاه المملكة العربية السعودية التي هددت بسحب 750 مليار دولار من الولايات المتحدة الأمريكية وفقا للصحيفة. في ظل ما يشهده العراق من حرب أهلية عنيفة. والتشابك الحاصل فيها، وتدخلات الجميع. إلى جانب دعوة مقتدى الصدر الجميع إلى الثورة في العراق. ومطالبة بارزاني بي كي كي الذي فجر خطوط الأنابيب في شمال العراق بالخروج. وبالمقابل لجأ بي كي كي إلى إقامة شراكة مع عشيرة طالباني، والتحرك من أجل الإطاحة ببارزاني الذي يحارب داعش. بالإضافة إلى عجز السيسي الانقلابي في مصر عن إدخال السلاح إلى شبه جزيرة سيناء. وعدم القدرة على شحن الأسلحة التي تمتلكها الدولة، بموجب الاتفاقيات حول سيناء.
ولكن ذلك لا يشكل أي مشكلة بالنسبة إلى داعش التي لم تسمع بتلك الاتفاقيات والمحرضة على الجميع، مما يعني القيام بحشود عسكرية لميليشيات داعش المسلحة فحسب في بيئة مقدمة على طبق من ذهب في سيناء، والحديث عن الوقوع في مأزق.
أما في أفريقيا فقد أصبحت ليبيا القاعدة المركزية الجديدة للإرهاب. حيث ضمت آلاف المتطوعين من داعش، كما تم ربطها بالعشائر الموجودة حاليًا. وعما قريب ستنتشر النيران في كامل أفريقيا. وبالمقابل وكما هو معروف فقد فشلت جميع جيوش العالم خلال سنوات من هزيمة ميليشيات داعش في سوريا والبالغ عددها 30 ألفًا.
وبالطبع لا داعي للحديث عن اليمن المنقسم إلى قسمين نتيجة الحرب السعودية - الإيرانية، وباكستان المتزعزة على أثر القنابل، وأفغانستان المحتلة من قبل طالبان. لأنه على الرغم من إنهاء القاعدة خدماتها في أفغانستان، ولكن لن يتم الاستغناء عنها. علاوة على وجود مناطق خصبة جديدة بالنسبة إلى هؤلاء للهجرة والتجمع فيها وممارسة الإرهاب. وعند اطلاعنا على ذلك نجد أن جميع العمليات قد عرضت على العالم الإسلامي بالإرهاب، وعجز أنقرة في الإفلات من نيران هذه الفتنة أيضًا.
إذن فالحرائق موجودة في كل مكان ونيرانها تحيط بنا. ولكن الأهم بالنسبة إلينا هو ما الذي سنفعله وكيف سنتغلب على هذه الحرائق بأقل ضرر ممكن. وذلك من خلال تلاحمنا، وضرورة أن نكون يد واحدة بغض النظر عن المعتقد والايدولوجية الموجودة لدينا. ومما يدعو للأسف هو انصات اليسار إلى عازفي الساز في المرحلة الراهنة، بينما يهرولون إلى محبيهم من بي كي كي، بالإضافة إلى عدم تردد زعيم حزب الشعب الجمهوري في الحديث عن زيارتهم أعضاء من بي كي كي وحزب التحرر الشعبي الثوري-جبهة في السجن. وبجميع الأحوال فإن أعضاء الحزب يهاجمون الدولة على الهواء مباشرة وفي وسائل الإعلام التابعة لبي كي كي. كما أن اليساري، ورأس مال، والإرهاب، والموازي، والخماسي، والبريطاني، والألماني، والأمريكي جميعهم اجتمعوا في المثلث نفسه. وصدقوا إن قلنا لكم بوجود مرحبين في هذا البلد بالقرار الذي اتخذه البرلمان الألماني. وهو أمر طبيعي. حتى أنه في إحدى المدارس الثانوية في تركيا، احتج الطلاب الأتراك ومدير المدرسة، عند تطرق الألمان إلى كذبة الإبادة الجماعية في إحدى الفترات، ولم يسحب السفير الألماني. ولكن ليس بالأمر السهل تفسير هذا التشابك إلى أطفالنا. حتى دخلناه مع الألمان.
بالإضافة إلى تخرج المعجبين بالأمريكان من بعض مدارسنا، ومحبي الفرنسيين والبريطانيين من البعض الآخر. ويعود ذلك إلى النظام التعليمي الذي وضع قبل 100 عام. أما الآن فيحصدون ما زرعوا. وبجميع الأحوال هناك العديد من المتعاونيين في الداخل. وكشفوا ذلك دون خجل على الإطلاق. كيف؟
انظروا كيف أنشأت منظمة مجلس العلاقات الخارجية من أجل حماية المصالح الإسرائيلية في الولايات المتحدة الأمريكية. والتي وضعها اليهودي والتر ليبمان حيز التنفيذ. وتابعها كل من جي بي مورغان، ومؤسسة كارنيغي وعائلة روتشيلد وروكفلر من الأسماء المعروفة التي دعمتها بالأموال. بالإضافة إلى وجود مجلة تعنى بالشؤون الخارجية تهاجم تركيا على نحو مستمر. هذه المجلة التي بدت لنا كوسيلة للتحكم وتشكيل الرأي العام العالمي لدى لوبي مجلس العلاقات الخارجية لحماية المصالح الإسرائيلية. حتى أنها نشرت في عددها الأخير خبر مثيراً للاهتمام حول كيفية تنفيذ انقلاب في تركيا. ولكن من الصعب تحقيق ذلك بواسطة الجيش. بل يمكن القيام بالانقلاب في حال ازدادت حدة الفوضى، وحدوث خلل أمني في المدن الغربية، وتراجع اقتصادي كبير. وكذلك الدعوة للخروج إلى الشوارع رسميًا، وإظهار الخبر الطريق لتحقيق ذلك.
إذ يحلمون بالانقلاب والفوضى. وبالطبع لديهم أسباب محقة ليعيشوا هذا الحلم. لأنهم يعرفون بوجود متعاونيين سيشعرون بالسعادة داخل هذا البلد تجاه هذه الدعوة. وعند الحديث عن المتعاون... التركي الذي وقع على ذلك الخبر في جريدة محبة لإسرائيل... لن يكون عبثاً قولنا بإنها حرب استقلال. ألم يكن ذلك يسيرًا لعملاء الخارج قبل 100 عام!
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس