رسول طوصون – ستار - ترجمة و تحرير ترك برس
إن ادعاء أن تركيا للأتراك فقط هو بمثابة دهن الزيت على خبز حزب العمال الكردستاني وبمثابة هدية ودعم يقدم لهذا الحزب ولدعاة الانفصال والانقسام. أما الدفاع بقول إن كلمة "أتراك" تشمل الإثنيات والأعراق الأخرى التي تعيش في تركيا فهو ادعاء غير قابل للتصديق ولا يغني أو يسمن من جوع. وإذا كان لا بد من بيان من هو صاحب تركيا فالأصح والأكثر صوابا أن نقول "إن تركيا ملك لمواطني الجمهورية التركية" وبهذا الشكل يمكننا أن نتجنب الضغط على شريان العرقية والإثنية.
***
وحتى لا يحدث لبس لا بد لي من التوضيح أنني تركي العرق من أب تركي وأم تركية، وإنني أحب عرقي وإثنيتي وهذا شيء طبيعي. لكن إيماني وقناعاتي تفوق وتطغى على هذه المحبة وما مصدر إيماني إلا القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة التي توضح أن لا فضل لعرق على آخر إلا بالتقوى التي هي الشعور بالمسؤولية تجاه أوامرالله والتصرف حسب هذه الأوامر الإلهية. وبرأيي إن مقياس الإسلام والإيمان هو هذه النقطة بالذات. هذا المقياس الذي لم يحرم علينا الغبطة من العرق الذي ننتسب له كما لم يحرم علينا الغبطة من الجمال أو النجاح مثلا؛ لكنه بكل تأكيد حرم علينا أن ننتقص من الأعراق الأخرى أو ننظر لها بدونية أو نحاول تجنبها أو ممارسة التمييز العرقي ضدها.
***
هذا المبدأ العريق الذي يمكننا اعتباره مبدأ تجميع واتحاد يدفعنا لنكون إخوانا مؤمنيين. ويدفعنا للتصرف كمسلمين فقط دون التفرقة بين تركي أو كردي أو عربي أو شركس أو فرنسي أو ألمان أو عراقي أو سوري أو غيرها.
وما قول رئاسة الجمهورية إنه لا فرق بين إسطنبول ودمشق أو بين أنقرة والقاهرة أو بين بورصة وصنعاء، أو بين القدس ومكة والمدينة وغيرها من مدن العالم الإسلامي إلا تعبير وصورة مشرقة لهذا المبدأ المتأصل الذي يجمع ويدعو للاتحاد.
فإذا كان المسلمون في العالم يرون في تركيا بوابة الأمل فهذا بسبب إيمان رئاسة الجمهورية بهذا المبدأ العريق.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس