كورتولوش تاييز - ترجمة وتحرير ترك برس
أعلن الانقلابيون في بيانهم عن تشكيل "مجلس السلام في الوطن"، وهذا الأمر يفسر الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها تركيا خلال العامين الماضيين من قبل حزب العمال الكردستاني وداعش. حيث عملوا على تجهيز الحالة النفسية في تركيا من خلال إرهاب العمال الكردستاني وداعش وذلك من أجل أنْ يتقبّل الناس عمليتهم الانقلابية.
كانوا يريدون التذرع "بإنهاء الإرهاب وتحقيق السلام في البلاد" من خلال تأسيس "مجلس السلام" لإدارة شؤون البلاد بعد قيامهم بانقلاب دموي، واعتقدوا بأنّهم يستطيعون تهيئة الظروف من خلال عمليات إرهابية، يستطيعون بعدها السيطرة على تركيا بسهولة.
لم تكن الأعمال الإرهابية التي حصلت في تركيا بدون سبب أو بدون هدف إطلاقا، حيث سعوا من خلال هذه الاعمال الإرهابية التي تقف أمريكا خلفها، إلى خلق حالة من الفوضى في الدولة، وكانت جميع الأعمال الإرهابية، بمختلف مسمياتها ومن يقف خلفها، هدفها هو التحضير والتأسيس للمحاولة الانقلابية.
حزب العمال الكردستاني أوقف إطلاق النار قبل المحاولة الانقلابية، حيث تسببت أعماله الإرهابية باستشهاد 9 جنود في الفترة بين 2 إلى 10 تموز/ يوليو الجاري، بينما لم يقم بأي عملية خلال الفترة بين 11 إلى 18 تموز، وهو أسبوع المحاولة الانقلابية، وبعد تاريخ 19 تموز، عادوا إلى الهجمات الإرهابية مرة أخرى، واستشهد 6 من رجال الشرطة، ورجل حماية، ومواطن مدني خلال هذه الهجمات.
وتصريحات مسؤولي منظمة العمال الكردستاني الإرهابية منذ شهر أبريل/ نيسان الماضي، والحديث يمنة ويسرة عن "قرب رحيل أردوغان"، يشير بوضوح إلى أنّ هذه المنظمة وتشكيلاتها تتحرك سويا مع منظمة فتح الله غولن.
أحد أهم الأسباب التي جعلتهم يحاولون الانقلاب على النظام الحاكم في تركيا، هو عدم قبول تركيا ورفضها لتأسيس دولة للعمال الكردستاني والاتحاد الديمقراطي على حدودها الجنوبية. أما اعلان اردوغان عن أنّ داعش، والعمال الكردستاني، والاتحاد الديمقراطي، هُم مجرد أدوات بيد من يريدون إعادة رسم تركيا، واتخاذه موقفا حاسما في مواجهتهم ومكافحتهم، كان سببا في انطلاقهم والتحضير للانقلاب.
عندما فشلت القوى الخارجية التي تقف خلف منظمة فتح الله غولن والعمال الكردستاني، في إزاحة اردوغان عن طريق العملية السياسية، قرروا تصفية أردوغان وطاقمه كاملا عن طريق انقلاب عسكري، وهذا أدى إلى زيادة العمليات الإرهابية التي قامت بها داعش والعمال الكردستاني، وحديث جون بريننان مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية عن أنّ "الإرهاب سينتشر في عموم تركيا"، كان بمثابة الإشارة إلى الانقلاب الذي تخطط له منظمة غولن.
في الواقع كانت منظمة حزب العمال الكردستاني إحدى المنظمات التي شاركت في انقلاب 12 أيلول/ سبتمبر المقبل، حيث حذّر رئيس الوزراء في ذلك الوقت سليمان دميرال، حذّر رئيس الأركان كنعان افران من خطر هذه المنظمة، كما أرسل مكتوبا مماثلا إلى رئيس الجمهورية فخري كوروترك، وكذلك إلى وزارة الدفاع، وطلب منهم جميعا أخذ كل التدابير اللازمة لمواجهة هذه المنظمة. وسبب تحذيراته هذه هو أنّ المنظمة كانت تحضر لانقلاب.
بعدما سيطرت الجنرالات على الحُكم في 12 أيلول، انتهت كل العمليات الإرهابية في اليوم التالي، ومع أنّ الأحكام العُرفية أعلنت أصلا قبل 12 أيلول، وبرغم أنّ كل العمليات التي كانت تُقاد ضد العمال الكردستاني كانت أصلا بيد الجيش فقط، وكان باستطاعتهم انهاء الإرهاب والقضاء عليه، لكنهم اختاروا تحقيق "السلام" في البلاد من خلال انقلاب عسكري دموي، لأنّ السيطرة على الدولة أيضا يمكنهم من إعادة توجيهها السياسي.
مَن حاول القيام بالعملية الانقلابية في 15 تموز، ومن كان يُحضر لها، هم عناصر لمنظمات إرهابية مختلفة، لكنهم يرتبطون بنفس المركز. منظمة فتح الله غولن هي توأم لمنظمة حزب العمال الكردستاني، إحداها كان يُحضر للعملية الانقلابية، والأخرى حاولت السيطرة على الحُكم في البلاد.
لكن هذه المرة لم يتكرر التاريخ، وفشل الانقلاب، والضربة الحقيقية وجهتها الدولة لمنظمة فتح الله غولن، وستأخذ منظمة العمال الكردستاني نصيبها بعد ذلك.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس