ترك برس
وجّه مجلس الأمة التركي (البرلمان)، رسالة شاملة إلى المجتمع الدولي حول هيكل منظمة "فتح الله جولان" الإرهابية والعمليات التي قامت بها للتخلص من منافسيها السياسيين والبيوقراطيين، وأعرب من خلالها عن شكر تركيا لكل الدولة الصديقة التي اتخذت موقفاً مع الديموقراطية والحقوق والدولة والشعب التركي ضد المحاولة الارهابية التي عشاتها تركيا منذ 15 يوليو/ تموز.
وأوضح البيان، الذي صدر عن لجنة العلاقات الخارجية للبرلمان التركي، أن تركيا واجهت مساء يوم 15 يوليو/ تموز محاولة انقلابية من إحدى المجموعات الصغيرة داخل الجيش والتي لا تتبع قيادته؛ حيث يقف ورائها منظمة فتح الله جولان الارهابية؛ والتي تعمل كتنظيم موازي داخل الدولة والجيش بشكل غير شرعي.
لم تستهدف هذه المحاولة "الدولة التركية والشعب والأحزاب السياسية والرئيس المتنخب والحكومة والجيش ومؤسسات الدولة والمسؤولين" فحسب؛ بل استهدفت أيضا "دولة الحقوق والديموقراطية"؛ وبالاضافة إلى أنه انقلاب عسكري غاشم فإن الشعب يرى أن تلك المحاولة الانقلابية الفاشلة هي أكبر هجوم إرهابي منظم عاشته البلاد في الفترة الأخيرة، وفقا للبيان.
وأشار البيان إلى أن تركيا عاشت أدمي وأشد هجوم في تاريخها أثناء تلك المحاولة الانقلابية التي بائت بالفشل قبل مرور ٢٤ ساعة عليها؛ ويقف وراء تلك المحاولة الانقلابية "تنظيم ارهابي" يقوده فتح الله جولان الواعظ القديم والذي يعيش في ولاية ينسلفانيا بأمريكا منذ عام 1998. وقد تم مواجهة الشعب التركي الذي خرج رافضاً للانقلاب بالطائرات والدبابات والقناصة.
وأضاف: "إنه قد تم استهداف الفندق الذي كان يقيم فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع عائلته؛ وتم قصف مبنى مجلس الامة التركي الكبير (البرلمان) وبداخله أعضائه؛ واستهدفت مقرات الشرطة والمخابرات بالاضافة إلى مقرات ومباني الدولة الهامة".
فيما تم أسر العديد من المواطنين وأفراد الشرطة أثناء تلك المحاولة الانقلابية – يضيف البيان – ومنهم من قُتل دون رحمة أو شفقة. واحتل التلفزيون الرسمي للدولة التركية (تي أر تي) ومبنى تلفزيون سي إن إن التركية. واحتلت أهم الطرق الحيوية في تركيا وتم إغلاقها، وهُددت قواعد الناتو، ودخلت تركيا والناتو في خطر كبير، في حين فقد خلال تلك الاحداث ما يقرب من 300 شخص مدني حياتهم بالاضافة إلى 1500 مصاب.
يعُرّف تنظيم فتح الله جولان الارهابي نفسه في العالم بأسم "حركة الخدمة"، ويقول البيان إن هذه الحركة التي تشبه داعش بمعتقداتها التبشيرية تؤمن بأنها ستستطيع السيطرة العالم؛ حيث لها تواجد في أكثر من 100 نقطة ودولة بالاضافة إلى تركيا.و يعمل التنظيم منذ عام 1964 على يد الواعظ فتح الله جولان؛ من خلال التركيز على خطاب "الاسلام الحداثي" و"الحوار بين الاديان" بالاضافة إلى الاهتمام بالتعليم.
ويملك التنظيم، وفقا للبيان ذاته، 700 مدرسة داخل تركيا و2000 مدرسة في كل أنحاء العالم. ويستهدف التنظيم من خلال تلك القوة استغلال رأس المال الانساني وتجنيده داخل الدولة بشكل غير شرعي. ويتلقى الطلاب المستهدفون من قبل تنظيم فتح لله جولان تربية أيدولوجية دينية في سن مبكرة؛ ويعملوا على الدخول لمؤسسات الدولة كمدرسين وأفراد مخابرات وقضاة ومدعين عامين وشرطة وجيش من خلال تسريب امتحانات تلك المؤسسات لطلابهم بشكل غير شرعي لضمان نجاحهم بشكل منظم ومستهدف.
وشدّد البيان على أن التنظيم يمتلك قوة كبير ولوبي حقيقي من خلال الشبكات والعلاقات التي يملكها في كل المجالات خصوصاً مجال الاعلام والأعمال والسياسية في الدول التي ينشط فيها.
وقد نجح التنظيم في التوسع بما يمكله من قوة بشرية وبنية تنظيمية حيث يملك التنظيم رأس مال متداول يبلغ 25 مليار دولار. ويعمل التنظيم بالقيام على التنصت والمراقبة الغير شرعية والأنشطة الاستخباراتية في الدول التي تنشط فيها. وتقوم بعد ذلك المنظمة باستغلال ما في أيديها من معلومات تحسباً لاي خطر يلحق بها وتعمل على استخدامها في التهديد والاستغلال؛ ولم يتردد التنظيم بالهجوم المسلح أثناء محاولة الانقلاب الفاشلة.
ولفت البيان إلى أن التنظيم قام بالمشاركة في الكثير من العمليات الارهابية والمسلحة للتخلص من منافسيها السياسيين والبيوقراطيين؛ مثل عمليات الاغتيال التي قتل فيها 34 مواطن في "اولدرة" جنوب البلاد تلك الاحداث التي تسببت في إحداث هزة مجتمعية كبيرة وصعبة في تاريخ تركيا القريب.
كما قام هذه التنظيم، وفقا للبيان، بالتنصت على كل أفراد الدولة بما فيهم رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء بالاضافة الى السياسيين والاكاديميين ورجال الدولة والصحفيين ورجال الاعمال بطريقة غير شرعية؛ حيث اكتشف أن الحركة تملك 4 مليون مقطع تنصت صوتي على الهواتف. وقام التنظيم أيضاً بتصوير مرئي غير قانوني يستخدمه في التهديد والاستغلال. وعمل التنظيم على إبعاد كل من خالفه ولم يدعمه من خلال القضايا والمحاكم الملفقة باسلوب العصابات ممن يرونهم منافسين لهم من الجيش والشرطة والمدنين والموظفين والسياسيين والصحفيين.
وأكّد البيان أن التنظيم عمل في 7 فبراير/شباط 2012 بالتعاون مع عصاباته من الشرطة والقضاء والمدعين العامين بالقبض على رئيس الاستخبارات حاكان فيدان واستهدف بشكل مباشر في تلك المحاولة الديموقراطية السياسية ولأول مرة حزب العدالة والتنمية الحاكم وشخص رجب طيب اردوغان بشكل مباشر.
وفي 17-25 ديسمبر كانت هناك محاولة انقلابية أخرى عن طريق القضاء؛ باخراج آلاف التسجيلات الصوتية الغير قانونية مستهدفة حكومة العدالة والتنمية و ورئيس وزرائها رجب طيب اردوغان في تلك الفترة؛ وحاولت تشكيل الوضع السياسي من جديد. لكن الشعب التركي وقف بجانب الحزب الحاكم وزعيمه وحالت دون تحقيق التنظيم الموازي اهدافه.
ولكن هذه المرة – يضيف البيان - حاول التنظيم الموازي القيام بانقلاب مختلف عن طريق الجيش لكي يحصل على الحكم؛ فتركيا تعرضت لأكبر هجوم غير شرعي في ذلك التاريخ 15 يوليو/تموز 2016. لكن خروج الشعب التركي ونجاحه ضد تلك المحاولة الانقلابية الفاشلة واضعاً روحه أمامه؛ مواجهاً لكل انواع الأسلحة الثقيلة من الطائرات الحربية والدبابات كان سبباً في حماية الديموقوراطية والبلاد.
وأفاد بأن تركيا قاومت تلك المحاولة الارهابية الغاشمة برئيسها رجب طيب اردوغان والحكومة والاحزاب السياسية المعارضة والشرطة وجزء كبير من الجيش. ونجحت تركيا في قهر هذه المحاولة الانقلابية بوعيها بأنها دولة مستقرة من دول حلف الناتو.
وبعد إفشال الانقلاب؛ قامت الدولة باتخاذ الاجراءات الحقوقية والقانونية في إطار المباديء ضد تنظيم فتح الله جولان في كل أنحاء تركيا. وأعلنت حالة الطوارئ والتي من المتوقع اعلان انتهاءه خلال 30-45 يوم بهدف احباط أي محاولة إنقلابية آخرى وتأمين الاستقرار والديموقرطية في تركيا.
وأشار البرلمان التركي في بيانه إلى أن الانقلاب والهجوم الذي قاده تنظيم فتح الله جولان أظهر أن هدف الارهاب هو تدمير السياسية الشرعية والحقوق والديموقراطية وكل الانسانية. فعلى العالم الذي يتعرض لأصعب انواع الارهاب منذ عشرات السنين أن يكون يدا واحدة ضد هذا الارهاب بالتعاون على أعلى المستويات. يجب أن يكون هناك تعاون مشترك وقوي ضد الارهاب أيا كان مصدره ومكانه.
وفي ختام البيان، شدّد البرلمان على أن دولة تركيا جادة في محاربة المنظمات الارهابية وعلى رأسها تنظيم فتح الله جولان بالاضافة إلى داعش وحزب العمال الكردستاني. وتؤمن تركيا أن الدول الصديقة لن تقف مكتوفة الأيدي ضد هذا الارهاب وستتعاون مع تركيا في ذلك.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!