ترك برس
تقدّم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بخالص الشكر لدولة قطر وأميرها، على مواقفه المتضامنة مع تركيا ضدّ محاولة الانقلاب الفاشلة التي قامت بها منظمة الكيان الموازي في 15 تموز الحالي.
وجاءت تصريحات أردوغان هذه في مقابلة تلفزيونية بثّت على إحدى القنوات التركية الخاصة، حيث انتقد فيها مواقف الدول الغربية التي اكتفت بالتهنئة لانتصار الديمقراطية في تركيا.
وفي هذا الصدد قال أردوغان: "أشكر أمير قطر على مواقفه من محاولة الانقلاب الفاشلة، فقد أجرى معنا عدة اتصالات للاطمئنان على آخر التطورات الحاصلة في بلادنا، لكن الدول الغربية اكتفت بالتهنئة لانتصار الديمقراطية، إلّا أنهم لم يكلفوا أنفسهم ويرسلوا مسؤوليهم إلى تركيا للتعبير عن صدق هذه المواقف، فقد رأينا كيف تجمعوا في فرنسا عندما حصلت عملية إرهابية راح ضحيتها عدد من المواطنين، غير أن تركيا ورغم أنها من أكبر الدول الحلفاء في الناتو، لم يأت أحد ليقدم العزاء لنا رغم أننا تعرضنا لمحاولة الانقلاب".
وأضاف أردوغان في هذا الصدد قائلاً: "عندما يقدمون التهنئة لنا، يردفون ذلك بالتعبير عن خشيتهم لمصير المعتقلين الضالعين في محاولة الانقلاب، ونحن نقول لهم سنتابع اعتقال كل من له صلة بهذه المنظمة الإرهابية، وسنقوم بتطهير كافة مؤسسات الدولة من وجودهم".
وعن إعلان حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر أوضح أردوغان أنّ مواقف الدول الغربية لا تعكس نواياهم السليمة تجاه هذا الموضوع، مشيراً في هذا السياق إلى تكرار حالة الطوارئ في فرنسا، رغم أنها لم تتعرض لما تعرضت لها تركيا.
وفيما يخص الأحداث التي دارت مساء 15 تموز الحالي قال أردوغان، إنّه تلقّى نبأ محاولة الانقلاب في تمام الساعة 21:30 من صهره "زيا"، وأنه اتصل فور تلقيه النبأ برئيس هيئة الاستخبارات ورئيس هيئة الأركان، إلّا أنه لم يستطع الاتصال بهما لأول مرة، لافتاً في هذا الصدد أنه تمكّن من الاتصال برئيس الوزراء فقط.
وأوضح أردوغان أنه تمكّن من الاتصال برئيس الاستخبارات التركي بعد نصف ساعة، وأنه اكتشف حينها بوجود ضعف في بنية جهاز الاستخبارات.
وأشاد اردوغان بمواقف الشعب التركي الذي لبّى النداء وهرع مسرعاً إلى الشوارع للحفاظ على النظام الديمقراطي، كما شكر في هذا الخصوص وسائل الإعلام والقائمين على جهاز القضاء وأعضاء المحكمة الدستورية وبعض قادة القوات التركية، مبيناً أنّ الجميع شاركوا في ردع الانقلابيين وإفشال خططهم.
وأفاد أردوغان بأنّ هدف منظمة الكيان الموازي هو احتلال الدولة التركية، مشيراً أنّ هذه المنظمة لها ارتباطات بباقي المنظمات الإرهابية مثل حزب العمال الكردستاني، وتنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي وتنظيم داعش.
وعن الخطوات القادمة التي ستقدم عليها الدولة التركية خلال الفترة المقبلة، قال أردوغان: "إنّ الدولة ستقوم بتطهير بنية الجيش والقوات المسلحة من عناصر الكيان الموازي، ومن ثمّ سيتم إحالتهم إلى القضاء لنيل عقابهم اللازم، كما سيتم لاحقاً اتخاذ عدد من التدابير التي من شأنها منع قيام مثل هذه المحاولات مجدداً".
وتخليداً لذكرى شهداء 15 تموز، أشار أردوغان أنّ الحكومة التركية تدرس مشروع إنشاء نصبين تذكاريين في كل من إسطنبول وأنقرة، وأنه سيتم تسجيل كافة أسماء الشهداء في هذين النصبين، كما سيتم إطلاق أسمائهم على العديد من المدارس والشوارع في عموم البلاد.
وبخصوص مكافحة الإرهاب أعرب أردوغان عن أمله في أن تعمل الأحزاب السياسية المشاركة في البرلمان التركي بشكل مشترك في مكافحة الإرهاب، ويظهروا تكاتفاً مثل التكاتف الذي أظهروه في مواجهة محاولة الانقلاب الفاشلة.
وعن مظاهرات صون الديمقراطية المستمرة منذ مساء 15 تموز، قال أردوغان أنه اقترح لرئيس الوزراء إجراء مظاهرة كبيرة في ساحة يني قابي بمدينة إسطنبول، يوم الأحد المقبل المصادف لتاريخ 7 أغسطس، وإنهاء هذه المظاهرات في ذلك التاريخ.
وتطرق أردوغان إلى الجانب الاقتصادي، حيث أكّد بأن احتياطي البنك المركزي من العملة الأمريكية وصل إلى 125 مليار دولار، مبيناً أنّ محاولة الانقلاب الفاشلة لم تؤثّر كثيراً على اقتصاد البلاد، وأنّ كافة المشاريع الكبرى سيتم تنفيذها خلال الفترة المقبلة دون توقف.
وعلى صعيد السياسة الخارجية، والعلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، قال أردوغان: "علينا أن نذكّر الضباط الأمريكيين بحدودهم، وعدم السماح لهم بتجاوز هذه الحدود.
ولفت أردوغان إلى ضرورة قيام الولايات المتحدة الأمريكية بإعادة زعيم الكيان الموازي فتح الله غولن إلى السلطات التركية، مبيناً أنّ هذه الخطوة ستكون لها دور كبير في تحديد طبيعة العلاقات بين البلدين مستقبلاً.
وفي ختام حديثه تقدّم أردوغان بالشكر لكافة المواطنين الذين شاركوا في مظاهرات صون الديمقراطية، مشيراً أنّ الشعب التركي له الفضل الكبير في إفشال محاولة الانقلاب.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!