رابح بوكريش - خاص ترك برس
شن المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، هجوما لاذعا على المملكة العربية السعودية، واتهم حكامها بأنهم لا يعرفون الله وعديمو الضمير ودعا المسلمين إلى التفكير جديا بإدارة الحرمين الشريفين. أما الرئيس روحاني فقد قال "لو أن المشكلة مع الحكومة السعودية اقتصرت على الحج، لكنا توصلنا ربما إلى حل، لكن للأسف هذه الحكومة ومع الجرائم التي ترتكبها في المنطقة ودعمها للإرهاب، تريق دماء المسلمين في العراق وسورية واليمن".
من جهته اعتبر المفتي العام للسعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ أن الإيرانيين "ليسوا مسلمين". لقد شعرت بصدمة هائلة عندما أطلعت على تصريحات المرشد. ومن المؤكد أن هذه التصريحات تكون قد أغضبت الرأي العام الإسلامي من طنجة الى سلطنة عمان لأن ذلك يمكن أن يتطور ليصل إلى نشوب حرب عسكرية بين الرياض وطهران. ومن المؤكد أيضا أن هذا التوتر سينعكس على ملفات المنطقة التي يتشارك كلا الطرفين في لعب دورٍ فاعلٍ فيها.
لا سيما في كلٍّ من سوريا واليمن، كما يُتوقَّع أن يتأثر سوق الطاقة العالمي بالتصعيد الذي تشهده العلاقات السعودية- الإيرانية. إن هذا التطور العجيب الذي حصل بين الرياض وطهران تحول للأسف الشديد إلى أزمة مذهبية وطائفية. الواقع أننا منذ حادث التدافع في منى بين الحجيج والذي وقع في أول أيام عيد الأضحى خلال موسم حج العام 2015، وراح ضحيته أكثر من 700 شخص والعلاقات بين البلدين في حالة عدم الاستقرار وفي بعض الأحيان في حالة توتر.
وهذه القضية تدهش وتصيب قلوب المسلمين بالهم والألم لأنهم يدركون خطورة ذلك على العالم الإسلامي. إن للمسلمين كتابا واحدا هو القرآن يدعوهم لأن يكونوا أمة واحدة، ويدعوهم لفض الخلافات التي تنشأ بينهم عن طريق التحكيم، تمهيدا للصلح، ويدعوهم للتعاون على البر والتقوى، وللاعتصام بحبل الله، ويحذرهم من النزاع، لأن مآله الفشل، بقوله تعالى: ”ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم”. إن التفسير الحقيقي للخلافات السعودية – الإيرانية يرجع لحد ما إلى سوء التفاهم في بعض القضايا العربية منها حصريا ما يقع في لبنان وسوريا واليمن والعراق وليس كما صورته لنا الصهيونية العالمية… كونه صراع بين السنة – والشيعة... من المعلوم أن “المذاهب في الإسلام لا تعني اختلافا في العقيدة”. وعلى أية حال فإن المشكلة المطروحة اليوم أمام الشعوب الإسلامية ليست مشكلة الدين نفسه بل مشكلة الصراع السني – الشيعي، فقد سئم الرأي العام الإسلامي من هذا الصراع الذي يسير بنا إلى مصير أسود محتوم.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مواضيع أخرى للكاتب
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس