بريل ديدي أوغلو - صحيفة ستار - ترجمة وتحرير ترك برس
بعد التدخل التركي الأخير في سوريا بدأت التساؤلات تُطرح بكثرة ومن كل حدب وصوب، فمنها من يتساءل عن حقيقة التوسع التركي، ومنها أيضا من يتساءل عن المصير المحتوم مع حزب الاتحاد الديمقراطي، وآخر يتساءل عن مصير تنظيم داعش وإلى أي مدى يمكن تحجيمه.
أما ما يهم قوات التحالف الدولي من بين كل هذه التشابكات هو إبعاد داعش عن حدود تركيا والناتو وتحجيمه ودفعه نحو معاقله في الرقة، كما يهمه أيضا تخليص منبج من أيادي التنظيم، لكن السؤال هنا في مصير منبج هو: إذا كان الموقف الأمريكي من منبج هو "أن الذي سيسيطر على المدينة هو فقط من كان يسكنها من قبل" وهو ما يعني الجيش الحر، وإذا كانت أمريكا أيضا قد وعدت حزب الاتحاد الديمقراطي بالمدينة، فكيف سينتهي الأمر، وعلى أي شكل سيكون ذلك؟
القلق الروسي
لم يقتصر القلق من التدخل التركي على الولايات المتحدة الأمريكية، بل كان لروسيا موقف مشابه، فقد صرح محدثها قائلا "إننا نشعر بالقلق من التدخل التركي الداعم لعناصر المعارضة المسلحة، فهذه الخطوات المستعجلة قد تزيد من تعقيد الموقف في سوريا"، وي كأن الوضع في سوريا ليس بمعقد! ثم كيف يصفون الجيش المصغُر بعناصر؟ وهل كانت روسيا ستشعر بالقلق لو كانت أمريكا هي التي دخلت مع قوات المعارضة السورية؟ لا نعرف ذلك يقينا الآن، لكن ما نحن على يقين منه هو تشابه القلق الروسي بصاحبه الأمريكي، وروسيا لا يهمها إن اشتبكت تركيا مع حزب الاتحاد الديمقراطي أو أي مليشيات كردية، وإنما الذي يهمها هو مصالح الأسد التي قد تتضرر، أو حتى ما قد يفضيه هذا التدخل من تسريع برحيل الأسد.
فرنسا قادمة للمساعدة
تريد كل الأطراف استمرار تركيا في محاربة داعش، كما يريدون أن تكون كل هذه المعارك في إطار الإدارة الدولية، ومع استمرار هذه الحرب فإن القلق يتزايد لدى كل الأطراف بما فيهم تركيا، فلماذا يتعلّقون بما يُهمهم ولا ينظرون ولو بالنذر اليسير لما يقلق تركيا التي تخوض المعركة؟ ما تقوله تركيا اليوم لم يجد آذانًا صاغية أو مجيبًا من مجموع كل القلقين، وبين هذا وذاك تخرج فرنسا لتعلن مشاركتها في الحرب على داعش بإقحام حاملة الطائرات شارل ديغول من أجل مساندة الضربات ضد التنظيم في الموصل، فكيف يا ترى ستحقق هذه التدخلات الفرنسية أهدافها؟ وهل ستحل فرنسا وغيرها من الدول ما سيلحق هذه المرحلة من تطورات عندما ينتقل تنظيم الدولة إلى مناطق أخرى؟ هل سيصبح الأسد وحزب الاتحاد الديمقراطي شركاء دوليين في الحرب على داعش إن أصبحوا هم الأطراف الجدد في مقاتلة التنظيم بعد انتقال التنظيم؟ وكيف يا ترى سيكون موقف أنقرة من هذا التحجيم لداعش وما سيلحقه من تغيرات في الموازين واصطفافات القادمة؟
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس