بكر هازار - صحيفة تقويم - ترجمة وتحرير ترك برس
لقد كان تنظيم داعش الذي أسسته الاستخبارات الأمريكية المسبب الأول لانفجار أزمة اللاجئين في العالم، فهذه ميركل تتلقى ضربة فوق ضربة في الانتخابات بسبب فشلها في حل أزمة اللاجئين، ورئيس الإتحاد الأوروبي تنتظره أيام صعبة، فأمريكا تفرض عقوبة 14 مليار دولار على شركة ألمانية، والبريطانيون خرجوا من الاتحاد، والاتحاد على وشك الانهيار بسبب دعم الاستخبارات الأمريكية لداعش.
قصف الطيران الأمريكي بالتعاون مع الدنمارك وأستراليا مواقع للجيش السوري وأسفر ذلك على قتل 83 عسكري من جنود الأسد وجرح المئات منهم، ولو قامت واشنطن وقالت: "عذرا فعلنا ذلك بالخطأ" ستغضب روسيا الداعمة لنظام الأسد، وقد حدث هذا القصف بالقرب من مطار دير الزور حينما كان جنود الأسد يتقاتلون مع عناصر داعش، وبذلك القصف الأمريكي أنقذ عناصر داعش من قبضة جنود الأسد.
تشوش المشهد في سورية من جديد بعد هذا القصف، فهل تريد واشنطن إرسال رسالة لموسكو بقصف عناصر الأسد؟ وبالمقابل هل ردت موسكو بالتفجير وراء التفجير في أمريكا؟ وأحد التفجيرات كان وراءها أمريكي من أصل أفغاني.
في يومنا الحالي، معطي المال يصفر بصافرته، ورؤساء الدول أصبحوا يرسلون رسائل مع التنظيمات الإرهابية لمنافسيهم ولحماية مصالحهم، والبنتاغون يفتح مظلته على تنظيم بي كي كي، ويحمي مناطقه تحت العلم الأمريكي وبشكل علني، ففي سبيل المصالح لم تبقى أية مبادئ وأية إنسانية، فنحن نعيش في دنيا أصبح كل شيء فيها تحت الأقدام، وأصبح الكذب، الرياء، وتعدد الأوجه، والدناءة، والخداع من أهم الأسلحة في سبيل حماية المصالح.
فلأضرب لكم مثالا:
يوجد في أمريكا مؤسسة إسمها "FDD" اختصارها "مؤسسة حماية الديموقراطيات"، أسست من قبل أشخاص محبين لإسرائيل وبدعم من "مجلس العلاقات الخارجية" الأمريكي، ويترأس هذه المؤسسة الرئيس السابق للاستخبارات الأمريكية "جيمس ولسي"، وقد استعان جيمس بـ"جون هانا" الذي كان مستشارا لمساعد رئيس القوات الخاصة في حرب الخليج وغزو "بنما" وذلك في فترة رئاسة جورج بوش.
خلف هكذا مؤسسات تجتمع التحالفات الصليبية-الصهيونية، وقد قال جون هانا قبل شهر من أحداث 15 تموز/ يوليو في مقالة له: "تركيا تسقط قبل أن تصعد، وأردوغان يشكل تهديدًا كبيرًا على مصالح أمريكا، وعلى واشنطن التدخل فورا بأنقرة من أجل تقليل أخطاره"، وكأنه يدعو للانقلاب، أيضا السفير الأمريكي السابق "إيريك إيديلمان" وفي أحد اجتماعات هذه المؤسسة الأسبوع الفائت قال: "بدون نقاش تنظيم غولن قام بمحاولة الانقلاب" وقال جون هانا أيضا: "لم يكن يقول أحد غير حزب العدالة والتنمية بوجود أفراد من تنظيم غولن داخل الجيش التركي، ووجود هذه القوة من أفراد تنظيم غولن في الجيش تدعو للدهشة وعلينا تقييم هذا الموضوع بشكل سليم أكثر".
كان طلب إيدلمان بخصوص تركيا مهمًا جدًا حيث قال: "علينا افتتاح قاعدة جوية بديلة عن قاعدة إنجرليك في إحدى الدول القريبة"، هؤلاء يتنبؤون بمستقبل العلاقات التركية الأمريكية وبهذا الشكل تستطيع أمريكا مساومة تركيا بشكل أقوى. هذا الفكر يدل على أن أمريكا تهتم بمصالحها بشكل كبير حتى ولو كان على حساب الغير، وهذا هو مفهوم الحليف لديهم "السيطرة على أنقرة والتحكم بها" والتحريض على الانقلاب فيها. كيف يتكلمون بهذه الوقاحة وتحت مسميات الديمقراطية وهم بعيدون كل البعد عنها.
لا يوجد في قلوب عباد المال غير المصلحة ومن أجل هذا فقد خرجوا عن إطار الإنسانية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس