ترك برس
دعا الكاتب التركي حلمي دمير إلى تقوية مدارس الإمام والخطيب المعتدلة والمُدارة من قبل الحكومة لاستقطاب الأطفال الذين يرغبون أو يرغب أهلهم في إلحاقهم بمدارس مُحافظة، لتوفير البديل عن المؤسسات التعليمية التي كانت تتبع لحركة غولن.
وذكر الكاتب حلمي دمير في مقاله على الجزيرة ترك "عناصر دعمت تنامي جماعة غولن"، أن اهتمام الحكومة بتنشئة جيل يمتلك حس الانتقاد والتساؤل البناء سيحفظ الكثير من الأطفال من الانجرار نحو الأفكار غير الوطنية.
وأشار دمير إلى ضرورة تغيير المنهاج الدراسي الذي وصفه بأنه لا يواكب عصر المعلومة والسرعة والتقدم التكنولوجي الحالي، مضيفًا أن الطفل يحتاج إلى مواجهة هذا العصر المعقد بقدرات تربوية متقدمة لا يقدمها المنهاج العلمي في الوقت الحالي.
لم تنتهي مرحلة وقوف المجتمع التركي في وجه محاولة الانقلاب حسب دمير، فالقضاء على التأثير الاجتماعي أهم من القضاء على التحرك العسكري لجماعة غولن، فهزيمتها في الميدان تكون ناقصة إذا ظلت موجودة على الصعيد الاجتماعي.
ولفت دمير إلى أن جماعة غولن كانت تملك نفوذًا اجتماعيًا قويًا على الساحة التركية لا يمكن إنكاره، موضحًا أن فتح الباب أمام الجماعات المعتدلة الأخرى مع فرض رقابة حكومية على المناهج المدرسة إلى جانب توعية الطفل وهو في المرحلة الابتدائية بعلوم دينه الصحيحة تكفل للحكومة التركية محاربة فكر غولن.
ويعود الفراغ الدعوي في المجال الديني حسب دمير إلى الإجراءات الصارمة التي انتهجتها قوات انقلاب عام 1960 ضد المؤسسات والجماعات الدينية، مما شكل فرصة ذهبية لبروز جماعة غولن على المستوى المحلي ومن ثم العالمي.
فقد بدأ غولن تأسيس جماعته في عام 1965، ثم انتقل من مرحلة التأسيس إلى مرحلة الظهور إبان انقلاب عام 1980، حين دعم الانقلابيون غولن وغضوا النظر عن نشاط جماعته، وواصل غولن هذا النهج مع جميع الحكومات حتى وصل إلى وضعه الحالي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!