بكر هازار- صحيفة تقويم - ترجمة وتحرير ترك برس
انظروا إلى التناقض، الاتحاد الأوروبي يفاوض تركيا بشأن مباحثات عضويتها، وفي الوقت ذاته يستقبل ويستضيف كل الإرهابيين الذين قاموا بهجمات ضد أنقرة في قصور وفيلات العواصم الأوروبية، أي عقل يقبل هذا المنطق؟ لا يمكن أن يبرر الأوروبيون ذلك للشعب التركي، أما بالنسبة إلى حلف الناتو فهو يغض الطرف عن لجوء الانقلابيين إلى أوروبا، وهذا يؤدي إلى تصدع الثقة بيننا وبينه.
كما تحدث رئيس الجمهورية أردوغان مرارا وتكرارا عن كيفية وصول الأسلحة لأيدي الإرهابيين في العراق وسورية، فمصدر هذه الأسلحة من دول الناتو وحلفاء تركيا (أمريكا) الذين يريدون من تركيا توقيع معاهدة أمنية معهم وفي الوقت ذاته يُقتل الجنود الأتراك بالسلاح الذي يوزعونه على الإرهابيين، فالناتو ذو وجهين كما الاتحاد الأوروبي، وللناتو يد في أحداث 15 تموز ولا يستطيع أحد إثبات العكس للشعب التركي أبدا.
يتشكل الآن نظام الحكم الأمريكي في عهد ترامب الذي يعمل على تأسيس حكم قوي متين الأركان، ويبدو أنه يسيطر على الجيش الأمريكي. وكأن شكل الفترة الرئاسية الجديدة بات واضحا، مع بسط الجمهورييون أجنحتهم على الكونغرس بأغلبيتهم وتجهيز ترامب لتأسيس أقوى سلطة تنفيذية في البيت الأبيض على خلاف سلفه أوباما. فهل سيشكل ترامب صورة قوية عن بلده في الداخل والخارج؟
يبدو لنا أن ترامب يقوم بتغييرات في إدارته الجديدة، فما تعيين مايكل فلين مستشارا للأمن القومي في البيت الأبيض، و"ستيفن ك بانون" كبيرًا للمستشارين، وكذلك "مايك بومبيو" رئيسا للاستخبارات الأمريكية وجلب العديد من الشخصيات السياسية الهامة، إلا دليل على تعزيزه وتقويته لإدارته.
كانت أصوات الشعب الأمريكي التي حصل عليها ترامب تطالب بتحسين الاقتصاد، وتغيير السياسة الأمريكية في مواضيع الإرهاب والسياسة الخارجية، والتخلص من تجارب إدارة أوباما الفاشلة لثماني سنوات، ولذلك فإن على ترامب القيام بإصلاحات قوية وفعالة في هذه المسائل.
يدعي ترامب أنه سيبني أمريكا قوية داخليا وخارجيا على غرار ما كان يقوله الرئيس الأمريكي السابق "ريغان" لكن فترة رئاسة ريغان مختلفة جدا عن فترة ترامب فالدول المنافسة لأمريكا في تزايد، وينبغي أن يتبع الرئيس الأمريكي الجديد سياسات مقنعة مع شعبه ومع الدول الأخرى من أجل حماية مصالح أمريكا في العالم، وقد أكد ترامب مرارا وتكرارا في حملته الانتخابية على تخليه عن الخطابات السلبية ووعد بالنصر وبتوحيد أمريكا، ولذلك عليه أن يطبق ذلك في سياساته الخارجية بأن يؤسس علاقات دولية أساسها التعاون، وعليه أيضا أن يتخلى عن تمسكه بالإسلاموفوبيا.
كما يجب على ترامب أن لا ينحاز لبارونات العالم ومحور تل أبيب - لندن، الذين يتصفون بممارساتهم الإمبريالية ونشر الفوضى والفتن في العالم، بل عليه أن يوقفهم ويوقف عملاءهم في المنطقة.
وعلى ترامب كذلك أن يحيد عن استخدام الدين والقومية في حربه مع التنظيمات الإرهابية، كما يفعل بعض الجمهوريين بقصد الاستفزاز، بل عليه تطبيق ما قاله مايكل فلين مستشار الأمن الدولي في تصريحاته:
"علينا أن نساعد حلفاءنا الذين هم بحاجة إلينا، وعلينا أيضا أن ننصت إليهم بشكل أكبر".
كما ينبغي عليه الحذر من ممارسات وتجارب جورج بوش والأخطاء التي ارتكبها بعد أحداث 11 أيلول/ سبتمبر والحملة الصليبية التي شنها بذريعة حربه ضد الإرهاب، وعليه أن لا يكرر أخطاء سلفه أوباما بفتحه الطريق أمام المد الشيعي الذي أدى إلى الدمار والدماء والفوضى في المنطقة.
إذا تأخر الوقت بالنسبة إلى ترامب وأمريكا، فلن تتخلص أمريكا من عداء العالم لها بسبب سياستها الخارجية الفاشلة ولعبها على الوجهين، لكننا أمام ترامب القائل: "سوف نتحرك سوية نحو النصر مع حلفائنا".
فيا ترى عن أية حلفاء يتحدث؟ هل عن حزب العمال الكردستاني في سوريا أم عن عضو الناتو تركيا؟
من الآن فصاعدا تستجوب تركيا الذين يلعبون على الوجهين وتنتظر منهم جوابا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس