مراد يتكين - صحيفة حرييت - ترجمة وتحرير ترك برس
هل تعلمون السبب الدراماتيكي لاقتراح البرلمان الأوروبي إيقاف المفاوضات – المتزعزعة بالأصل منذ مدة - مع تركيا على مجلس الاتحاد الأوروبي؟
أولًا، يتعلق بإبداء رد فعل وليس بالتوصل إلى نتيجة، وهو ما أظهروه من خلال موقفهم المستمر تجاه الغرباء خاصة. لأنه لا يوجد ما يشير صراحة – باستثناء الحكومة النمساوية – إلى الموافقة على هذا المقترح في المجلس.
ثانيًا، إذلال الشعب التركي بدعوى المعاقبة على انتهاك الحكومة التركية للحريات والحقوق، ومحاولة إخراجها من عالم القيم الديمقراطية.
ثالثًا، السعي إلى المقاضاة بغض النظر عما شهدته البلاد والشعب وما زالت من صدمة تصدت لها وقاومتها على أمل الحفاظ على الديمقراطية من خلال انقلاب عسكري دموي، بدعوى التضامن الديمقراطي مع الشعب التركي.
ومما لا شك فيه أن أعضاء البرلمان الأوروبي يحلمون فيما لو أرادوا "إخضاع" الرئيس أردوغان وحكومة حزب العدالة والتنمية بهذه الطريقة. فقد سبق وأعلن الرئيس أردوغان أن أي قرار يصدر لا قيمة له.
بالإضافة إلى عدم استخلاصهم أي درس من الماضي، فيما لو اعتقدوا أن تجميد المفاوضات سيؤدي إلى تحميل الشعب التركي لحكومته المسؤولية والتمرد عليها. بل سينقلب السخط عليهم.
ولكنهم يعقدون الأمور على نحو أكبر إن فكروا بإنقاذ أوروبا المسيحية إلى الأبد من الأتراك المسلمين بهذا القرار. وإمكانية إجرائهم تصويتًا من أجل البحث عن دول أخرى للتعاون معها مثل تركيا في موضوع الإرهاب ومحاربة المخدرات وبالتأكيد موجات الهجرة الجماعية.
ولكن كل شر فيه خير.
لأن هذا الخطأ الدراماتيكي الكبير للمسؤولين الأوروبيين يمكن أن يخدم بداية جديدة وأكثر واقعية في العلاقات الأوروبية التركية وتركيا من خلال قرار سياسي خطير وقصير النظر.
ولهذا ينبغي على المسؤولين الأوروبيين الانسجام مع فكرة أن مستقبل أوروبا مع تركيا قد يكون أفضل من مستقبلها دون تركيا.
وفكرة البحث عن مصالحهم الخاصة عن طريق تركيا الأقوى والأغنى والأكثر دراماتيكية. بالإضافة إلى فكرة تحمل إلى حدٍ ما التهديد بالعقوبة من دون المخاطرة.
لأن من الضروري على الاتحاد الأوروبي إدراك أنه لم يعد لقوة العقوبات السياسية أي تأثير على تركيا تقريبًا، وهدرهم ما تبقى نتيجة هذه العقلية.
وكذلك ضرورة الاعتياد على حقيقة تراجع القوة السياسية العالمية للاتحاد الأوروبي عقب قرار بريطانيا بالانفصال عنه والأزمة الاقتصادية الأوروبية وانتخاب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية مؤخرًا. بينما فشل الحظر الأوروبي في إعادة الاهتمام بضم القرم إلى روسيا، أو الاحتلال الروسي لبعض المناطق في شرق أوكرانيا. بما فيها سوريا.
ولهذا السبب ينبغي على جميع المفكرين والسياسيين والمجتمع المدني والجامعات والإعلام السعي من أجل إبقاء قنوات الحوار مفتوحة بين تركيا والاتحاد الأوروبي.
بالرغم من ضيق الأفق الكامل لأولئك السياسيين المبتدئين الذين تحركهم عواطفهم وليس عقولهم.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس