ترك برس
ناقش برنامج "ما وراء الخبر" على قناة "الجزيرة" القطرية، أبعاد الاتفاق الروسي التركي على خطة مقترحة لوقف إطلاق النار بسوريا وموقف المعارضة السورية منها، وهل يمكن أن تمثل أساسا لدفع المفاوضات المرتقبة في كازاخستان؟
واتفقت تركيا وروسيا (يوم الأربعاء 28 ديسمبر/كانون الأول الجاري) على مقترح يهدف لتطبيق وقف إطلاق النار في جميع مناطق الاشتباكات بين النظام السوري والتنظيمات الأجنبية الإرهابية الموالية له من جهة والمعارضة من جهة أخرى.
وخلال مشاركته في البرنامج، قال المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات السورية منذر ماخوس، إن وقف الأعمال العدائية لا يمكن إلا أن يكون موضع ترحيب من الهيئة من أجل تفعيل العملية السياسية، بالإضافة إلى إدخال المساعدات الإنسانية.
وأضاف ماخوس، أن الهيئة العليا تصر على أن يكون الاتفاق شاملا وبشكل خاص في الغوطة ووادي بردى وأرياف حمص وإدلب وحماة، مفيدا أن هذه ليست شروطا وإنما بيئة مناسبة للانخراط في عملية سياسية شاملة.
لكن هذا لا يجري دون الحديث عن التعقيدات المثيرة للقلق. هنا يقول مدير مركز الأبحاث الشرق أوسطية والأفريقية التركي متين أتماجا إن لكل طرف مطالبه سواء تركيا أو روسيا أو إيران، ولكل مخاوفه، وفقًا لـ"الجزيرة نت".
وأضاف أتماجا: "فتركيا لديها توجس من القوات الكردية والمليشيات الشيعية، والإيرانيون والروس لديهم مخاوف من فتح الشام (النصرة سابقا) وتنظيم الدولة الإسلامية".
وعليه -يضيف- كل طرف يتوقع أن يخسر في جهة ليربح في أخرى، وكل هذا سيكون مطروحا في مفاوضات أستانا، مبينا أن وقف إطلاق النار سابقا لم يكن يستمر لفترة طويلة، وربما الآن سيمتد ليعطي فرصة لبدء التسوية السياسية، وفق قوله.
في السياق ذاته يرى ماخوس أن وقف إطلاق النار حتى يكون شاملا لا بد من مراقبين دوليين كما جاء في اجتماع مجلس الأمن، لأن وجودهم هو الضامن، وسوريا تحتاج إلى أضعاف العدد من المراقبين الأمميين الذين هم الآن بضع عشرات في البلاد.
الانتقال السياسي كان العقدة التي توقفت عندها مفاوضات جنيف، وهنا يقول ماخوس إنه ليس متأكدا من طرحه في أستانا، مبينا أن لدى المعارضة تحفظات، ومتسائلا "ما هي القيمة المضافة التي ستقدمها أستانا؟" فالأطراف الراعية روسيا وإيران وتركيا موجودة أصلا في إطار جنيف.
السؤال الذي يطرحه ماخوس: لماذا يدفعون الناس للذهاب إلى أستانا؟ ويجيب لأن النظام السوري يريد الالتفاف على تمثيل المعارضة وتمييعها والدفع بمعارضة تناسبه وتناسب روسيا وإيران.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!