محمد بارلاص - ترجمة وتحرير ترك برس
لم يتبق أحد لم يكتب عن المدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية لحزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي، وآخر ذلك التحذير الذي صدر من بن علي يلدرم لنظام أوباما، عندما قال: "استخدام منظمة إرهابية لمحاربة منظمة إرهابية أخرى يُشبه استخدام المافيا للقضاء على المافيا".
صـنـعـوا طـالـبـان
لا يُمكن لأي نظام أنْ يتعامل باستخفاف مع كل هذه التحذيرات، لكن تاريخ أمريكا في هذا الموضوع ليس ناصعا، فأمريكا استخدمت وأنتجت طالبان ودعمتها تحت قيادة بن لادن، من اجل أنْ يحاربوا الاتحاد السوفييتي في أفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي، ووصلت النيران إلى أمريكا، وشهد العالم حادثة 11 أيلول/ سبتمبر.
سـاهـمـوا فـي ولادة داعـش
دعم الأمريكان السياسيين الشيعة ضد نظام صدام في العراق، واحتلوا العراق وأطاحوا بصدام وتركوا بغداد لنظام حُكم شيعي يقوده المالكي، وهذا نتج عنه ولادة داعش، التي قامت باستلام الموصل، ثاني أكبر المدن العراقية، من يد الجنود والعساكر العراقيين المدعومين من أمريكا دون أنْ يطلقوا رصاصة واحدة.
من المنتظر أنْ تتصرف الإدارة الأمريكية بصورة معقولة أكثر تحت قيادة ترامب، والسبب في ذلك النتائج الوخيمة التي كانت انعكاسا للسياسات الأمريكية في السابق.
يُـغـذون جـمـاعة غـولـن
ورأينا إلى أي درجة وصلت سياسة أمريكا من خلال دعم أنظمة مُصطنعة من خلال انقلابات عسكرية بدلا من دعم الحكومات المُنتخبة وبناء علاقات حوارية معها، حيث كان من مُنتجات ذلك محاولة انقلاب جماعة غولن، فهل يوجد شخص في العالم قادر على تفسير سبب احتفاظ أمريكا حتى الآن وتبنيها لزعيم جماعة انقلابية دموية كفتح الله غولن؟
نعم، أمريكا اليوم عليها أن تقرر، لأنّ حزب الاتحاد الديمقراطي يعني حزب العمال الكردستاني يعني منظمة إرهابية، ولذلك عليهم ان يقرروا، إما أنْ يكونوا مع تركيا، وأما أن يبقوا محتضنين للمنظمات الإرهابية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس