ترك برس

قال مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية التركية، إنّ التقارب الحاصل بين تركيا وروسيا فيما يخص حل الأزمة السورية، أزعج إيران، ودفعها إلى الاستياء من عملية درع الفرات الرامية لمكافحة تنظيم داعش الإرهابي.

وأوضح المسؤول الذي فضّل عدم الكشف عن هويته في تصريح للصحفيين، أنّ إيران تطلب من الحكومة التركية تنسيق عملياتها داخل الأراضي السورية والعراقية مع حكومتي هاتين البلدين، وتدّعي بأنّ وجود الميليشيات الإيرانية في هاتين الدولتين جاء بطلب من حكومتي دمشق وبغداد، ولأغراض استشارية وليس قتالية.

وقال المسؤول التركي: "إنّ الإيرانيين ينظرون إلى التقدم العسكري التركي في شمال سوريا، على أنه حجرة في طريق تحقيق مشروعهم في سوريا، والإيرانيون منزعجون من الوجود التركي في سوريا والعراق أيضاً لذا يطلبون دائما من أنقرة سحب قواتها من داخل أراضي هاتين الدولتين".

وأردف المسؤول التركي: "ليس سرا على أحد أنّ إيران لديها اتصالات مع منظمة حزب العمال الكردستاني وذراعها السوري المتمثل بتنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي، والجميع يعلم ذلك رغم انكار الجهات الرسمية الإيرانية لهذا الواقع".

وتطرق المسؤول التركي إلى الخلاف الحاصل بين تركيا والعراق بشأن تواجد القوات التركية في معسكر بعشيقة القريبة من مدينة الموصل العراقية، حيث أفاد بأنّ لإيران دور في توتر العلاقات بين أنقرة وبغداد، على اعتبار أنها تمتلك نفوذاً قوياً داخل العراق، وتمارس الضغوط على الجهات الرسمية في بغداد عن طريق ميليشيات شيعية موالية لها.

وعن سياسات إيران في المنطقة قال المسؤول التركي: "نحن ننظر إلى إيران على انها دولة تبني سياساتها على أساس مذهبي، لا سيما أنّ المذهبية مذكورة في دستورها، كما أنهم ينظرون إلينا على أننا نحرض على المذهبية السنية، وعلينا أن نفنّد هذا المفهوم لكن يبدوا هذا الأمر صعب في الوقت الحالي".

وفيما يخص العلاقات الاقتصادية القائمة بين أنقرة وطهران، قال المسؤول التركي إنّ تركيا تؤمّن 22 من احتياجاتها من النفط والغاز الطبيعي من إيران، مشيراً إلى الخلاف الذي حصل بين الطرفين في وقت سابق بخصوص أسعار الغاز المستورد من طهران.

وفي هذا الصدد قال المسؤول التركي: "تعلمون أنّ خلافاً كان قائماً بين أنقرة وطهران بخصوص سعر الغاز المستورد من إيران، وقضت محكمة التحكيم الدولية لصالحنا في هذا الخلاف، إلّا أنّ الطرفين لم يتفقا بعد على قيمة التعويضات التي ستدفعها طهران إلى تركيا".