كورتولوش تاييز - صحيفة أكشام - ترجمة وتحرير ترك برس
في محاولة منها للتأثير على سياسة الرئيس الأمريكي الجديد في سورية تواصل الجهات المؤثرة في صناعة القرار السياسي الأمريكي تقديم مقترحات لحلول جذرية للمشكلة السورية. كان آخر هذه المقترحات مقترح مساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق أنتوني بلينكن المتعلق بالأحزاب الكردية في سوريا.
في مقالة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية دافع بلينكن عن آرائه في ضرورة تسليح حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي لمواجهة تنظيم داعش في مدينة الرقة. وأشار الى أن تحرير مدينة الرقة من داعش سيوجه ضربة قاضية للتنظيم. (باعتبار أن هناك نية لدى الولايات المتحدة الأمريكية بتوجيه ضربة قاضية لتنظيم داعش).
كما نتذكر أن باراك أوباما قبل أن يترك منصبه الرئاسي بثلاثة أيام قدم تقريرا شاملا لخلفه دونالد ترامب في موضوع تسليح الحزب الديمقراطي الكردي، ولكن هذا التقرير لم يمنع ترامب من تعليق خطة أوباما المتعلقة بمدينة الرقة.
في محاولة منهم للتأثيرعلى ترامب يقومون بعرض نفس الخطة في كل مرة. ليكون أكثر إقناعا بخطته، أضاف بلينكن لمقترحاته المقدمة إمكانية انفصال حزب الاتحاد الديمقراطي عن حزب العمال الكردستاني، وأضاف أيضا أنه للتغلب على الاعتراض التركي يمكن تسليم أحد زعماء حزب العمال الكردستاني الإرهابي في جبال قنديل للحكومة التركية.
هذا المقترح مهم من ناحية أن حزب العمال الكردستاني تحت سيطرة الولايات المتحدة الأمريكية ويخضع للأمر الأمريكي. ولكن الأهم من ذلك هو سؤال لماذا تسليح حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي مهم لهذه الدرجة؟ لماذا كل هذه الرشاوى السياسية من إعطاء الضوء الأخضر لتركيا بإنشاء مناطق آمنة في سورية وحتى الدعم الجوي الأمريكي في مدينة الباب للقوات التركية المشاركة في عملية درع الفرات وصولا إلى إمكانية تسليم أحد قادة حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل لتركيا؟ بالتأكيد هذه الرشاوى السياسية ستكون مقابل اعتراف تركيا بحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي.
في استراتيجية الرئيس الأمريكي الجديد في سوريا يجب الوقوف على الاعتراضات التركية وتقديم ضمانات لها قبل العمل على إيجاد دور محوري لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سورية. الفريق السياسي لترمب يحاول إيجاد حل بدون خسارة تركيا كحليف مهم في الشرق الأوسط. سبب كل هذا الحراك والنشاط الفكري في الولايات المتحدة هو محاولة دفع ترامب لإيجاد استراتيجية يكون محورها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا.
حسنا، لماذا كل هذا الإصرار على دعم الحزب الديمقراطي الكردي؟ هل استطعنا فهم ذلك حتى هذه اللحظة؟
بدون شك حزب الاتحاد الديمقراطي يعني إسرائيل أخرى. محاولات الانقلابات في تركيا، الاغتيالات السياسية والهجمات الإرهابية، سبب كل هذا هو فتح الطريق أمام إسرائيل أخرى. المعارضة التركية أيضا متفقة مع هذه الخطة العالمية. وبالإضافة إلى حزب العمال الكردستاني والتنظيم الموازي (جماعة فتح الله غولن) وحزب الشعب الجمهوري وحزب الشعوب الديمقراطي هناك العديد من التنظيمات المنتشرة داخل الدولة التركية.
كون رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان مستهدف لهذه الدرجة أيضا مرتبط بهذه الخطة. لأن أردوغان هو الوحيد الذي يقف بمواجهة ألاعيب تغييرات الخريطة السياسية في تركيا والشرق والأوسط. العائق الوحيد هو أردوغان. هذا يذكرنا بمحاولتهم للإطاحة بعبد الحميد الثاني قبل مئة عام لوقوفه عائقا أمام مخططهم وهو احتلال أرض فلسطين، وها نحن اليوم نعيش السيناريو نفسه بوقوف أردوغان عائقا أمام مخططهم وهو إسرائيل أخرى لهذا نرى الاستماتة منهم للإطاحة به.
في خضم هذا الهيجان السياسي في الشرق الأوسط يقبع هذا الشجار وهذه الخطط. لنرى من سيقنع من؟ وكل هذه العوائق أمام إسرائيل أخرى كيف ستتم إزالتها؟ بالتذكير بمحاولة الانقلاب في تركيا بتاريخ 15 تموز/ يوليو لنقل أن هذا لم ولن يكون سهلا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس