بولنت إرانداتش - صحيفة تقويم - ترجمة وتحرير ترك برس
يجري الرئيس أردوغان تحديثات جيوسياسية تتعلق بسنواتنا القادمة على أساس دولي، بالتزامن مع ما تشهده تركيا من عملية استفتاء داخلي. إضافة إلى تهيئة الأرضية لجعل تركيا عاملًا حاسمًا في الظرف الحالي بالرغم من الأحداث الإقليمية والدولية الصعبة. ولكن عند النظر إلى الحركة الكثيفة التي شهدتها أنقرة خلال الأشهر الأخيرة فإننا نواجه صعوبة في فهم التصور عن مدى النتائج الحيوية لتحديثات الرئيس أردوغان الجيوسياسية.
● قمة بوتين – أردوغان، واجتماعات أستانة، ومصير سوريا، وتوزيع المجال الأمريكي.
● لقاءات ماي رئيسة الوزراء البريطانية، ورئيسة الوزراء الألمانية ميركل مع أردوغان، واتصالات رئيس الأركان البريطاني بيتش.
● مكالمة أردوغان مع ترامب.
● قدوم رئيس السي آي إيه مايك بومبيو، ورئيس هيئة الأركان الأمريكية جوزيف دانفورد.
● لقاء رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم مع نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس.
● نشوء مجال مناورة جديد بين أردوغان – بوتين – ترامب.
● رفض الرئيس ترامب الاحتلال الروسي للقرم.
● اتخاذ قرار بشأن تعزيز الوجود العسكري لحلف الناتو في البحر الأسود.
● تشكيل مقر قيادة جديد من أجل أسطول البحر الأسود الذي سيتم إنشاؤه، وجعله في بريطانيا.
● وأخيرًا، الجولة التي أجراها الرئيس أردوغان برفقة رئيس هيئة الأركان العامة خلوصي أكار إلى دول الخليج. ومناقشة الملف السوري في البحرين والمملكة السعودية وقطر، وتحديد إطار عمل الجيش الإسلامي.
أما محطة بي بي سي الفضولية! فقد كانت المفارقة بأن الخبر الأول على موقع المحطة بالنسخة التركية في تاريخ 18 من شباط/ فبراير 2017 قد حمل عنوان "زيارة أردوغان الخليجية: عن ماذا بحثت تركيا، وماذا وجدت؟".
وبناء على تحريات المحطة جاء المقال من جهاز الاستخبارات الأقوى عالميًا على النحو التالي:
"التقى أردوغان خلال جولته الخليجية قادة كل من البحرين وقطر والمملكة العربية السعودية. وتخلل تلك الزيارات التقاط صور أثناء أداء العمرة، لتشكل الصور انعكاسًا أكثر على الرأي العام التركي. ولكن يبدو واضحًا وجود الرئيس أردوغان داخل إطار الصورة المبدلة للتوازنات في سوريا والشرق الأوسط. أما النقطة المحورية لتلك الصورة فهي تلبية رغبة تركيا في الحصول على دور قيادي في عملية الرقة".
وكان الرئيس أردوغان قد استخدم عبارة أحدثت جدلًا في الأخبار في الفترة التي سبقت الزيارة وهي: إن السيطرة على الباب باتت وشيكة ومن ثم يأتي دور منبج والرقة. لأن الهدف النهائي للعملية العسكرية التركية بسوريا ليس فقط السيطرة على الباب وإنما طرد تنظيم الدولة من المنطقة بما في ذلك الرقة. في حين تابعت البي بي سي ذلك بالقول:
"إن الأولوية الأولى للزيارة الخليجية في حال توجه عملية درع الفرات نحو الرقة هي تقديم المملكة السعودية الدعم المهني لتركيا، وانضمام القوات العربية الموجودة في المنطقة بما فيها قوات سوريا الديمقراطية إلى العملية كمشاة وتأمين الدعم الجوي الأمريكي. وفي هذا السياق تأتي زيارة مدير السي آي إيه إلى تركيا، ولقاء رئيس الأركان العامة التركي خلوصي أكار مع نظيره الأمريكي جوزيف دانفورد في قاعدة إنجيرليك. نتيجة رغبة الولايات المتحدة الأمريكية في فهم وجهات النظر التركية بشأن الرقة والموضوع الإيراني."
الخاتمة: إن الإطلاع على الأحداث بين عامي 1907 – 1919 ذو فائدة كبيرة من أجل التوصل إلى فهم جيد للحاضر والمستقبل حتى عام 2019. لأن الدول والقوى التي تضيق الخناق على الرئيس أردوغان حاليًا تتداخل مع الدول التي تخلصت من السلطان عبد الحميد الثاني وهي (بريطانيا، وفرنسا، وروسيا، وألمانيا). ولهذا فإن الألاعيب التي تحاك ليست مستغربة. وبخاصة أن علاقات الرئيس أردوغان مع دول الخليج قد أثرت سلبًا على الملكة البريطانية العارفة جيدًا بكافة تشعبات الشرق الأوسط، والمسيطرة لقرون طويلة على العالم الإسلامي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس