ترك برس
قال البرلماني العراقي السابق والباحث في العلاقات الدولية، الدكتور عمر عبد الستار محمود، إن التناغم السعودي التركي "تحالف إسلامي عسكري فعلي تاريخي غير مسبوق" من شأنه إنهاء حالة الفوضى في المنطقة، ويكاد يشبه حلف شمال الأطلس (ناتو).
واعتبر أن زيارة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لدول مجلس التعاون الخليجي، الأسبوع الماضي، ليست أول زيارة ولن تكون الأخيرة، والأهم فيها أن توقيتها جاء والمنطقة على أبواب حقبة دولية واقليمية جديدة في ظل سياسية إدارة أمريكا الجديدة بقيادة دونالد ترامب والخارجية الأمريكية ضد إيران.
وأشار خلال حديثه لجريدة "الرياض" السعودية، إلى أن "زيارة الرئيس التركي تأتي في هذا السياق، وهو سياق وسياسة جديدة عادت بها أمريكا إلى حلفائها التقليديين تركيا ومجلس التعاون الخليجي بعد فتور في عهد باراك أوباما الذي تقارب مع إيران وانجز معها اتفاق لوزان وتركها تتمدد اقليمياً حتى وصلت ذروة صعودها بسقوط صنعاء 2014م الذي هدد الأمن الخليجي".
عبدالستار، رأى بأن تركيا والمملكة العربية السعودية اكتشفتا أنهما مستهدفتان بتمدد إيران، فكانت عاصفة الحزم وكانت درع الفرات، ومن هنا فإن تقارب تركيا والسعودية الاستراتيجي هو دفاع عن متطلبات أمنهما الإقليمي المهدد من قبل ولاية الفقيه قبل أن يكون شيئاً آخر.
وأضاف: "تقدم الطرفان خطوات لعزل إيران عربياً وإسلامياً في عام 2016م وأصبحت تركيا عضواً في التحالف الإسلامي العسكري واشتركت في مناورة رعد الشمال حتى وصلت إدارة ترامب التي تريد مواجهة نفوذ إيران".
وقال الباحث العراق إن التناغم السعودي التركي تحالف إسلامي عسكري فعلي تاريخي غير مسبوق أعلن عنه ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان في 15/5/2015م، ويكاد يشبه هذا الحلف حلف الناتو، على حد تعبيره.
ورجّح عبدالستار أنه سيكون لهذا التحالف دور في إنهاء فوضى العلاقة بين الدين والدولة في المنطقة والعالم والتي استغلتها ولاية الفقيه منذ ظهرت في إيران في عام 1979، فقد جعلت من هذه الفوضى أساساً لمليشيات دينية مسلحة عبثت بها ولاية الفقيه في أربع عواصم عربية وهددت الأمن المحلي والإقليمي والدولي ونشرت الاسلاموفوبيا في الشرق والغرب.
وتابع: "قد تكون فوضى العلاقة الفكرية والعلمية هذه من أكبر أزمات المنطقة، وان نجح التحالف الإسلامي العسكري في عزل إيران عن مكافحة داعش وعزل شيعة المنطقة عن إيران فسينتهي دور ولاية الفقيه تماماً".
وشدد على أن تقارب السعودية اليوم مع تركيا وهي ثاني أهم دولة اقليمية يعد "ثمرة من ثمار السياسة الناضجة الهادئة الهادفة التي تمتعت بها المملكة إذ تصبر على التهديدات الاقليمية صبر البدوي العربي على ثأره لو بعد أربعين سنة حتى إذا ادركه قال استعجلت".
وأشار إلى أن "السعودية حققت اليوم تقارباً عربياً تركياً كردياً نادراً لم يحصل منذ قرون، كفيل بأنهاء حروب المنطقة الأهلية التي اشعلتها ولاية الفقيه، وربما تنجح المملكة وحلفائها والاقليميون والدوليون ليس بتحرير شعوب ودول المنطقة من ولاية الفقيه فحسب، بل تحرير شعوب إيران من نظام قرون وسطي لم يعد له مكان في المستقبل ولكل حادث في هذا حديث".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!