شرف أوغوز - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس
إذا قيس العالم من شماله إلى جنوبه ومن غربه حتى شرقه، فإن تركيا ستكون في المنتصف تماما، الأمر الذي يجعلنا أيضًا في منتصف عملية انتقال مراكز قوى العالم من أطراف المحيط الأطلسي إلى حوض المحيط الهادئ.
ما يميز إسطنبول أكثر من كونها مجرد مدينة مكتظة بالسكان هي أهميتها الجيوسياسية، إذ تحولت إلى نقطة التقاء الحداثة بدءًا من عالم الاستثمار، ومرورًا بالمواصلات، والإنتاج ووصولًا إلى السياحة...
توجد في العالم أكثر من مليون منطقة، من بينها 19 ألف نقطة سياحية.
وهناك على سطح الأرض مئة مدينة يتجاوز عمرها الـ1000 عام، وألف مدينة أخرى عمرها دون 100 عام، وتعتبر إسطنبول من أجمل المدن الموجودة على قائمة المدن القديمة.
حصلت على معلومات هامة حول مستقبل إسطنبول وذلك من خلال اجتماعين حضرتهما.
وفي خضم حديثه عن الخطط المستقبلية للخطوط الجوية التركية، تحدث "إلكر آيجي" رئيس مجلس إدارة الشركة، عن دور إسطنبول في إثراء اقتصاد البلاد والتنافس العالمي بين الخطوط الجوية. حيث بلغ عدد المسافرين العابرين من تركيا (ترانزيت) جوًا، 21 مليون مسافر، العامل الذي دفع آيجي إلى "التفاؤل" بمستقبل إسطنبول ومطارها الثالث الذي ما يزال قيد الإنشاء.
عند استماعنا إلى جوانب التأثير الاقتصادي الذي سيولده مطار إسطنبول الثالث، أدركنا حينها ارتقاء إسطنبول إلى درجة عالية بين المدن الرئيسة حول العالم. فبحسب التقرير الذي أعده مركز الأبحاث الاقتصادية والسياسة الخارجية (EDAM)، فإنه عند افتتاح مطار إسطنبول الثالث سيتم توفير 225 ألف فرصة عمل جديدة، بالإضافة إلى تأمين دخل إضافي بمقدار 4.4 مليار دولار. كما سيساهم المطار في رفع الدخل الوطني بنسبة 4.9%. ومع إنشاء قناة إسطنبول، ستتحول إسطنبول إلى إحدى أهم المراكز الإدارية بالنسبة للقوى العالمية. وستعدّ نقطة التقاء للمعارض، ومركزًا للمحاضرات، والتمويل والاستثمار ومركز لوجيستيًا لقارات العالم.
برأيي، علينا أن ننظر إلى إسطنبول من هذا المنظور المختلف وعلى أنها مدينة تضع الرؤى الجديدة نحو المستقبل. والآن سيخرج لنا البعض ويقول: "لقد وضعنا أصلًا رؤيتنا للخمسين عامًا القادمة".
وهنا أقول: إن ما نقصده نحن في هذا الشأن، ليست المدينة المقتصرة على التصاميم فقط، بل أتحدث عن مدينة إسطنبول التي ستتحول مستقبلًا إلى وجهة قوة أساسية في العالم.
تتميز إسطنبول تاريخيًا بثلاث نقاط رئيسية: 1- الإرث التاريخي والثقافي، 2- والثروات الطبيعية، 3- وتركيبة القدرات المحلية.
هذا ما كنت أقصده من مصطلح استراتيجية إسطنبول. وأقترح أن نعمل على إتمام نقائصنا في هذا المجال بأقصى سرعة ممكنة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس