محمود القاعود - خاص ترك برس
نؤكد في البداية.. رجب طيب أردوغان ليس قديسًا ولا وليًا معصومًا.. وقد عارضتهُ في كثير من المناسبات أهمها فرض فيزا علي السوريين والتدخل التركي في مدينة الباب.. والتدخل المزمع في مدينة الرقة والتحالف مع روسيا.. وحذرت من الوقوع في الفخ الأمريكي الروسي، انطلاقًا من القانون الإلهي: "وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ".
كذلك لا يُنكر عاقل الدور الذي لعبه الرئيس أردوغان في تحديث تركيا وانتشالها من براثن التخلف والتبعية إلى مصاف الدول الكبرى على مستوي الصحة والتعليم والاقتصاد والبنية التحتية، كذلك أيضًا، توقفت مطاردة الإسلام في تركيا منذ قدوم أردوغان وحزب العدالة والتنمية.
ولأن أردوغان ليس مجرد رئيس.. إنما ظاهرة (بكل ما للظاهرة من كاريزما وزعامة وحضور وتأثير وجماهيرية)، فإن الغرب استشعر خطورة استمراره، فعمد إلى إخفائه من مسرح الجمهورية التركية.. سواء عن طريق محاولات الاغتيال.. أو الانقلاب.. وكان آخرها الجريمة الخسيسة التي وقعت في 15 تموز/ يوليو 2016م التي سُميت "الانقلاب الفاشل" من قِبل بعض العناصر الخائنة الرعديدة داخل الجيش التركي.
عقب الانقلاب الفاشل صارت الحاجة مُلحة لتعديل الدستور التركي، وتحويل تركيا من النظام البرلماني إلي النظام الرئاسي الذي يضمن وحدة واستقرار تركيا، لا سيما في ظل النيران المشتعلة من كل جانب.. هنا ثارت ثائرة الغرب الصليبي الذي أعلن حربا مفتوحة ضد تركيا شملت التحريض ونشر الأكاذيب ومنع المؤتمرات التعريفية بالدستورالجديد في الدول الأوروبية، كما صدرت التعليمات لعملاء الغرب من العلمانيين العرب، لممارسة كل أنواع الشذوذ النفسي والفكري الذي يتميز به هؤلاء العلمانيون دون غيرهم من خلق الله.
العلمانيون العرب.. سفلة بلا أخلاق أو قيم.. ملكيون أكثر من الملك.. وصليبيون أكثر من الصليبيين.. وازدواجيون أكثر من المزدوجين في الغرب.. لا ينتقدون من الأديان إلا الإسلام.. ولا يهاجمون من الشرائع إلا الإسلام.. لا يجرؤون على انتقاد عُبّاد البقر أو عبدة الفئران أو السخرية من أي ديانة وضعية أو مختلقة.. فقط انتقاداتهم للإسلام.. فقط سخريتهم من القرآن الكريم.. فقط تهكمهم من السنة النبوية الشريفة.. فقط بذاءاتهم ضد المرأة المسلمة المحجبة..
وفي هذا الإطار نفهم أن يقوم هؤلاء العملاء بحملة شعواء ضد الرئيس أردوغان والتعديلات الدستورية في تركيا.. وبث الأكاذيب حول ديكتاتورية أردوغان.. ولم لا.. وهم بموجب شذوذهم النفسي والفكري يرون في التصرفات النازية الفاشية للدول الأوروبية التي منعت مؤتمرات انتخابية، عملا ديمقراطيا! هذه هي حرية الرأي والتعبير من وجهة نظر العلمانيين العرب!
يقول الفيلسوف الفرنسي الشهير فولتير: " قد أختلف معك في الرأي ولكنني على استعداد أن أموت دفاعًا عن رأيك".. ها هي الدول الأوروبية "المتحضرة" تمنع مؤتمرات للرأي للتعريف بالتعديلات الدستورية الجديدة.. هذه قيم الحرية الزائفة.. وهي ذاتها قيم العلمانيين العرب.. الذين يرون في سب الله ورسوله والقرآن الكريم وأمهات المؤمنين والصحابة، "حرية رأي" و"إبداع" و"تصدي للفاشية الدينية"! لكنهم في ذات الوقت ينتفضون إذا ما تساءل مفكر أو كاتب عن أشياء في الأناجيل أو العهد القديم أو أي شيء يخص اليهود والنصارى أو أي ملة أو نحلة أخرى.
إن شذوذ العلمانيين العرب يدل في المقام الأول عل خستهم ووضاعتهم.. وأنهم كذبة.. لا يخجلون.. ولا يتناهون عن منكر يفعلوه.. وأنهم مجرد بوق رخيص منحط لأسيادهم في الغرب الصليبي..
ستعبر تركيا هذا الامتحان بدستور جديد نظيف.. وسيبقي الخزي والعار للعلمانيين العرب وأسيادهم.
والله غالب علي أمره.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس