محمود القاعود - خاص ترك برس
لعله من نافلة القول ، أن الغرب الصليبي يُريد تدمير تركيا عن بكرة أبيها وتقسيمها إلي دويلات ، وأنه من العبث بمكان الاعتقاد أن الغرب يُمكننا بناء تحالفات معه تصب في صالح الإسلام والمسلمين .
وعليه فإن الغرب ورّط تركيا في الأزمة السورية – أو الثورة العظيمة التي حوّلها الغرب إلي بؤرة من اللهب والخراب والدمار – من خلال دعم السفاح الصهيوني بشار الأسد علي مدار سبعة أعوام ، وإعطاء الضوء الأخضر لروسيا لاستخدام كافة أنواع الأسلحة المحرمة دوليا لإبادة الحرث والنسل في سوريا ، وتحويلها إلي دولة من العصر الحجري ، بعدما كانت إحدي أهم دول الشرق الأوسط بحضارتها وتاريخها وثقلها .
تورّطت تركيا بموقفها المتردد في إسقاط بشار الأسد ، وبتصديق التصريحات الأمريكية الكاذبة والوعود الغربية الزائفة . حتى باغت الغرب تركيا بمحاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو 2016م ، وهنا كان المفروض أن تبادر تركيا بالرد علي الغرب باسقاط عميلهم بشار الأسد .. لكن ما حدث هو العكس تماما ! إذ انخرطت تركيا في عملية درع الفرات .. التي في ظاهرها محاربة الإرهاب .. لكنها في الواقع استنزاف للجيش التركي ، ونقل الإرهاب الأعمي إلي قلب أسطنبول وأنقرة وطرابزون وأنطاليا ، ثم عندما ينتهي دور الجيش التركي بعد حرب استنزاف .. تتدخل أمريكا وروسيا لاقتسام الكعكة ومنح الأكراد دويلة تأتي علي ما تبقي في تركيا .
المثير للدهشة .. هو كيف يفوت هذا علي صانع القرار التركي ؟! والأكثر إثارة للدهشة هو موقف بعض الكتابات التي تتعامي عن كل هذه الأخطار وتؤيد اندفاع تركيا في العمق السوري لمحاربة طواحين الهواء وترك بشار الأسد في قصره آمناً مُطمئناً !
سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه والمُبشَر بالجنة .. استمع لنصيحة أفراد الرعية وقال قولته الشهيرة الخالدة : لا خير فيكم إن لم تقولوها، ولا خير فينا إن لم نسمعها ! لم يقل وقتها أحد الصحابة : أمير المؤمنين أكيد يعرف كل شئ ! أو : عمر بن الخطاب مدرك لكل الأخطار ! كما نسمع اليوم من بعض الكُتاب بطريقة يبدو فيها دس السم في العسل من أجل توريط تركيا بزعم حُبهم لأردوغان .
قُلنا من قبل أنه لا يُمكن لجيش نظامي أن يُحارب حرب عصابات .. لكن أمريكا ألقت بتركيا في أتون محرقة .. بين مطرقة داعش وسندان العصابات الكردية الإرهابية المسلحة .
تورطت تُركيا نعم .. لكن ثمة فرصة أخيرة .. هي الوقف الفوري لأية عمليات في مدينة الباب وحماية حدود تركيا ودعم ثوار دمشق .. فأي تدخل في سوريا دون استهداف بشار الأسد هو والعدم سواء .. بل يقوّي أمريكا وإسرائيل .. ويُثبّت أركان الطاغية المجرم بشار الأسد الذي قتل أكثر من مليون إنسان .
لا زالت فرصة أخيرة تُنادي تركيا قبل أن تعصف بها يد التقسيم الأمريكية .
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس